الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله ولا يأتل أولو الفضل منكم

                                          [ 14269 ] - حدثنا أبي، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : قوله: " ولا يأتل أولو الفضل منكم يقول: لا يقسموا أن لا ينفعوا أحدا " [ ص: 2554 ]

                                          [ 14270 ] - حدثنا أبو زرعة ، ثنا ابن بكير ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء ، عن سعيد : " فلما أنزل الله عذر عائشة ، وأبرأها وكذب الذين قذفوها، حلف أبو بكر أن لا يصل مسطح بن أثاثة بشيء أبدا؛ لأنه كان فيمن ادعى على عائشة من القذف، وكان مسطح من المهاجرين الأول، وكان ابن خالة أبي بكر ، وكان يتيما في حجره فقيرا، فلما حلف أبو بكر أن لا يصله، نزلت في أبي بكر ولا يأتل أولو الفضل أي: ولا يحلف "

                                          [ 14271 ] - قرأت على محمد بن الفضل ، ثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن مزاحم ، ثنا بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان ، قال: فحلف أبو بكر وأناس معه ] - من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وساءهم الذي قيل لعائشة ] - بالله الذي لا إله إلا هو لا ينفعوا رجلا من الذين قالوا لعائشة ما قالوا، ولا نصيبهم ولا نبرهم، وكان مسطح بن أثاثة بينه وبين أبي بكر قرابة من قبل النساء، فأقبل إلى أبي بكر يعتذر، فقال مسطح: جعلني الله فداك، والله الذي أنزل على محمد ما قذفتها، وما تكلمت بشيء مما قيل لها، أي خال، وكان أبو بكر خاله، قال أبو بكر : ولكن قد ضحكت، وأعجبك الذي قيل فيها، قال: لعله يكون قد كان بعض ذلك، فأنزل الله في شأنه: ولا يأتل أولو الفضل يقول: لا يحلف

                                          قوله تعالى أولو الفضل منكم والسعة

                                          [ 14272 ] - حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو أسامة ، ثنا هشام بن عروة ، حدثني عروة، عن عائشة ، قالت: " أنزل الله: ولا يأتل أولو الفضل منكم يعني: أبا بكر "

                                          [ 14273 ] - حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، في قول الله: " ولا يأتل أولو الفضل منكم يعني: ولا يحلف أولو الفضل منكم، يعني: في الغنى، يعني: أبا بكر الصديق رضي الله عنه " وروي عن مقاتل بن حيان نحو ذلك

                                          قوله تعالى والسعة

                                          [ 14274 ] - حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء ، عن سعيد بن جبير : قوله: " والسعة يعني: في الرزق، يعني: أبا بكر الصديق " [ ص: 2555 ]

                                          قوله أن يؤتوا أولي القربى

                                          [ 14275 ] - حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أسامة ، عن هشام بن عروة ، أخبرني عروة، عن عائشة ، قالت: " أنزل الله: أن يؤتوا أولي القربى يعني: مسطحا "

                                          [ 14276 ] - حدثنا أبو زرعة ، ثنا ابن بكير ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء ، عن سعيد بن جبير ، في قول الله: " أن يؤتوا أولي القربى يعني مسطح بن أثاثة قرابة أبي بكر وابن خالته "، وروي عن مقاتل بن حيان نحو ذلك

                                          قوله والمساكين

                                          [ 14277 ] - به، عن سعيد بن جبير ، في قول الله: " والمساكين يعني: لأن مسطحا كان فقيرا، والمهاجرين في سبيل الله يعني: لأن مسطحا كان من المهاجرين في سبيل الله، يعني: في طاعة الله "

                                          قوله وليعفوا

                                          [ 14278 ] - قرأت على محمد بن الفضل ، ثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن مزاحم ، ثنا بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان : " وكان مسطح من المسلمين، وكان من المساكين المهاجرين في سبيل الله، فأمر الله أبا بكر والذين حلفوا معه أن ينفقوا على مسطح وليعفوا وليصفحوا "

                                          [ 14279 ] - حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، ثنا عثمان بن عمر ، ثنا شعبة ، عن يحيى المجبر، قال: سمعت أبا ماجد، قال: رأيت عبد الله أتاه رجل برجل نشوان، فقال: استنكهوه، مزمزوه، قال: ففعلوا فوجدوه نشوان، قال: فدعا بسوط، فأمر بثمرته فكسرت، قال: وعليه قباء أو قرطق، فقال لرجل: اضرب، وارفع يدك، وأعط كل عضو حقه، ثم قال للرجل الذي جاء به: ما أنت منه؟ قال: عمه، قال: ما أحسنت الأدب، ولا سترت وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم الآية، ثم قال عبد الله : إني لأذكر أول رجل قطعه النبي صلى الله عليه وسلم، أتي برجل، فلما أمر به ليقطع يده، قال: كأنما أسف وجهه رمادا، فقيل يا رسول الله: كأن هذا [ ص: 2556 ] شق عليك . قال: " وما يمنعني؟ لا تكونوا للشيطان عونا على أخيكم، ينبغي للحاكم إذا انتهى إليه حد أن يقيمه، وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم "

                                          [ 14280 ] - حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء ، عن سعيد بن جبير ، في قول الله: وليعفوا قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: فاعف. ، فقال أبو بكر : قد عفوت وصفحت، لا أمنعه معروفا بعد اليوم

                                          قوله وليعفوا وليصفحوا

                                          [ 14281 ] - حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء ، عن سعيد ، في قول الله: " وليصفحوا يعني: وليتجاوزوا عن مسطح بن أثاثة "، وروي عن قتادة مثل ذلك

                                          قوله تعالى ألا تحبون أن يغفر الله لكم

                                          [ 14282 ] - وبه، عن سعيد بن جبير ، في قول الله: ألا تحبون يعني: أبا بكر أن يغفر الله لكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: أما تحب أن يغفر الله لك؟. قال: بلى يا رسول الله، قال: فاعف، واصفح. ، فقال أبو بكر : قد عفوت وصفحت، لا أمنعه معروفا بعد اليوم

                                          قوله تعالى والله غفور رحيم

                                          [ 14283 ] - وبه، عن سعيد بن جبير : والله غفور للذنوب، رحيم يعني: بالمؤمنين، وفي قوله: إن الذين يعني: الذين قذفوا عائشة يرمون يعني: يقذفون بالزنا، المحصنات يعني: المحصنات لفروجهن عفائف "

                                          [ 14284 ] - حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ابن أخي عبد الله بن وهب، ثنا عمي، حدثني سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد ، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اجتنبوا السبع الموبقات. ، قيل: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.

                                          [ 14285 ] - حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عبد الله بن خراش، عن العوام، عن سعيد [ ص: 2557 ] بن جبير، عن ابن عباس ، " إن الذين يرمون المحصنات الغافلات قال: نزلت في عائشة خاصة "

                                          والوجه الثاني

                                          [ 14286 ] - حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو أسامة ، عن سلمة بن نبيط: " إن الذين يرمون المحصنات الغافلات قال: هن نساء النبي صلى الله عليه وسلم "

                                          [ 14287 ] - حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني، ثنا مسدد ، ثنا جعفر بن سليمان ، ثنا عثمان ، ثنا عمرو بن مالك النكري ، عن أبي الجوزاء ، قال: قرأ هذه الآية إن الذين يرمون المحصنات قال: هذه لأمهات المؤمنين خاصة.

                                          [ 14288 ] - أخبرنا أبو يزيد القراطيسي ، فيما كتب إلي، أنبأ أصبغ ، قال: سمعت ابن زيد ، في قول الله: إن الذين يرمون المحصنات الغافلات الآية قال: هذه في عائشة ، ومن صنع مثل هذا اليوم أيضا في المسلمات، فله ما قال الله عز وجل، وكأن عائشة كانت إمام ذلك.

                                          [ 14289 ] - حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن أبي حماد ، ثنا إبراهيم بن المختار، عن ابن جريج ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن الحسن بن محمد بن علي ، في قوله: إن الذين يرمون المحصنات قال: المحصنات ما وراء الأربع.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية