الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            [ ذكر ما فتنت به قريش المؤمنين وعذبتهم على الإيمان ]

            قال ابن إسحاق : ثم إن قريشا تذامروا بينهم على من في القبائل منهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أسلموا معه ، فوثبت كل قبيلة على من فيهم من المسلمين يعذبونهم ، ويفتنونهم عن دينهم ، ومنع الله رسوله صلى الله عليه وسلم منهم بعمه أبي طالب ، وقد قام أبو طالب ، حين رأى قريشا يصنعون ما يصنعون في بني هاشم وبني المطلب ، فدعاهم إلى ما هو عليه ، من منع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والقيام دونه ؛ فاجتمعوا إليه . وقاموا معه ، وأجابوه إلى ما دعاهم إليه ، إلا ما كان من أبي لهب ، عدو الله الملعون . [ شعر أبي طالب في مدح قومه لحدبهم عليه ]

            فلما رأى أبو طالب من قومه ما سره في جهدهم معه ، وحدبهم عليه ، جعل يمدحهم ويذكر قديمهم ، ويذكر فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ، ومكانه منهم ، ليشد لهم رأيهم ، وليحدبوا معه على أمره ، فقال :

            :


            إذا اجتمعت يوما قريش لمفخر فعبد مناف سرها وصميمها     وإن حصلت أشراف عبد منافها
            ففي هاشم أشرافها وقديمها     وإن فخرت يوما فإن محمدا
            هو المصطفى من سرها وكريمها     تداعت قريش غثها وسمينها
            علينا فلم تظفر وطاشت حلومها     وكنا قديما لا نقر ظلامة
            إذا ما ثنوا صعر الخدود نقيمها     ونحمي حماها كل يوم كريهة
            ونضرب عن أجحارها من يرومها     بنا انتعش العود الذواء وإنما
            بأكنافنا تندى وتنمى أرومها

            التالي السابق


            الخدمات العلمية