الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر من عاد من أرض الحبشة لما بلغهم إسلام أهل مكة

            [ سبب رجوع مهاجرة الحبشة ]

            قال ابن إسحاق : وبلغ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذين خرجوا إلى أرض الحبشة ، إسلام أهل مكة ، فأقبلوا لما بلغهم من ذلك ، حتى إذا دنوا من مكة ، بلغهم أن ما كانوا تحدثوا به من إسلام أهل مكة كان باطلا ، فلم يدخل منهم أحد إلا بجوار أو مستخفيا وكان سبب ذلك، وهو ما ثبت في " الصحيح " وغيره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلس يوما مع المشركين ، وأنزل الله عليه والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم [ النجم : 1 ، 2 ] يقرؤها عليهم حتى ختمها وسجد ، فسجد من هناك من المسلمين والمشركين والجن والإنس . وكان لذلك سبب ذكره كثير من المفسرين عند قوله تعالى : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم [ الحج : 52 ] وذكروا قصة الغرانيق ، وقد أحببنا الإضراب عن ذكرها صفحا ; لئلا يسمعها من لا يضعها على مواضعها ، إلا أن أصل القصة في " الصحيح " .

            قال البخاري بسنده عن ابن عباس قال : سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنجم ، وسجد معه المسلمون والمشركون ، والجن والإنس . والمقصود أن الناقل لما رأى المشركين قد سجدوا متابعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتقد أنهم قد أسلموا ، واصطلحوا معه ، ولم يبق نزاع بينهم ، فطار الخبر بذلك وانتشر حتى بلغ مهاجرة الحبشة بها ، فظنوا صحة ذلك ، فأقبل منهم طائفة طامعين بذلك ، وثبتت جماعة ، وكلاهما محسن مصيب فيما فعل.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية