الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
حدثني يحيى عن مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن nindex.php?page=showalam&ids=16561أبيه أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب nindex.php?page=hadith&LINKID=707928قال وهو يطوف بالبيت للركن الأسود nindex.php?page=treesubj&link=29609_28328_3543_28750إنما أنت حجر ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك ثم قبله قال مالك سمعت بعض أهل العلم يستحب إذا رفع الذي يطوف بالبيت يده عن الركن اليماني أن يضعها على فيه
36 - باب nindex.php?page=treesubj&link=3543تقبيل الركن الأسود في الاستلام
824 814 - ( مالك عن هشام بن عروة عن أبيه : أن عمر ) قال ابن عبد البر : مرسل في الموطأ بلا خلاف يستند من وجوه صحاح ثابتة ، وزعم البزار أنه رواه عن عمر مسندا أربعة عشر [ ص: 458 ] رجلا ، انتهى .
وهو في الصحيحين من طرق منها : طريق زيد بن أسلم عن أبيه : أن عمر ( ابن الخطاب قال ، وهو يطوف بالبيت للركن الأسود ) مخاطبا له ، ليسمع الحاضرين : ( إنما أنت حجر ) مخلوق .
وفي الصحيحين : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10353036أما والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ، ولا تنفع " ، ( ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلك ما قبلتك ، ثم قبله ) عمر ، لأن متابعته عليه السلام مشروعة ، وإن لم يعقل معناها ، وفيها نفع بالجزاء والثواب ، فمعناه إنه لا قدرة له على ضر ، ولا نفع كباقي المخلوقات التي لا تضر ، ولا تنفع ، فأشاع عمر هذا في الموسم ، ليشتهر في البلدان ، ويحفظه أهل الموسم المختلفو الأوطان ، لئلا يغتر بعض قريبي العهد بالإسلام الذين ألفوا عبادة الأحجار وتعظيمها ، ورجاء نفعها ، وخوف الضرر بالتقصير في تعظيمها ، والعهد بذلك قريب ، فخاف عمر أن بعضهم يراه يقبله فيفتن به ويشتبه عليه .
وروى الحاكم عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=10353037حججنا مع عمر ، فلما طاف استقبل الحجر ، فقال : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلك ما قبلتك ثم قبله ، فقال له علي : بلى إنه يضر وينفع ، قال : بم ؟ قال : بكتاب الله : nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=172وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ( سورة الأعراف : الآية 172 ) ، خلق الله آدم ، ومسح على ظهره ، فقررهم بأنه الرب ، وأنهم العبيد وأخذ عهودهم ومواثيقهم ، وكتب ذلك في رق ، وكان لهذا الحجر عينان ولسان ، فقال : افتح ففتح فاه ، فألقمه ذلك الرق ، وقال : اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة ، وإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول : يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود ، وله لسان ذلق يشهد لمن يستلمه بالتوحيد ، فهو يا أمير المؤمنين يضر ، وينفع ، فقال عمر : " أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن " ، قال الحاكم : ليس من شرط الشيخين فإنهما لم يحتجا بأبي هارون عمارة بن جوين العبدي ، قال غيره : ولا من شرط غيرهما ، فأبو هارون ضعفه الناس كلهم ، ونسبه إلى الكذب جماعة من الأئمة ، واستنبط بعضهم من مشروعية تقبيل الحجر جواز nindex.php?page=treesubj&link=18157_17796_18664_31186تقبيل من يستحق التعظيم من آدمي وغيره .
ونقل عن أحمد : لا بأس nindex.php?page=treesubj&link=3932_30698بتقبيل منبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبره ، واستبعد بعض أتباعه صحة ذلك عنه .
ونقل عن ابن أبي الصيف اليماني الشافعي جواز nindex.php?page=treesubj&link=28691تقبيل المصحف ، وقبور الصالحين .
( قال مالك : سمعت بعض أهل العلم يستحب إذا رفع الذي يطوف بالبيت يده على الركن اليماني ، أن يضعها على فيه ) ، هكذا قال يحيى وابن [ ص: 459 ] وهب ، وابن القاسم ، وابن بكير ، وأبو مصعب ، وجماعة اليماني ، زاد ابن وهب : من غير تقبيل ، فعجب من ابن وضاح وقد روى موطأ ابن القاسم ، وابن وهب ، وهي بأيدي أهل بلادنا في الشهرة كرواية يحيى ، وفيهما جميعا اليماني كيف أنكره على يحيى ، وأمره بطرحه ، ولكن الغلط لا يسلم منه أحد ، وكأنه رأى رواية القعنبي ، ومن تابعه على قوله : الركن الأسود ، فأنكر اليماني على أن ابن وضاح لم يرو موطأ القعنبي فهذا مما تسور فيه على رواية يحيى ، وهي صواب ، قاله أبو عمر .
36 - باب nindex.php?page=treesubj&link=3543تقبيل الركن الأسود في الاستلام
824 814 - ( مالك عن هشام بن عروة عن أبيه : أن عمر ) قال ابن عبد البر : مرسل في الموطأ بلا خلاف يستند من وجوه صحاح ثابتة ، وزعم البزار أنه رواه عن عمر مسندا أربعة عشر [ ص: 458 ] رجلا ، انتهى .
وهو في الصحيحين من طرق منها : طريق زيد بن أسلم عن أبيه : أن عمر ( ابن الخطاب قال ، وهو يطوف بالبيت للركن الأسود ) مخاطبا له ، ليسمع الحاضرين : ( إنما أنت حجر ) مخلوق .
وفي الصحيحين : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10353036أما والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ، ولا تنفع " ، ( ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلك ما قبلتك ، ثم قبله ) عمر ، لأن متابعته عليه السلام مشروعة ، وإن لم يعقل معناها ، وفيها نفع بالجزاء والثواب ، فمعناه إنه لا قدرة له على ضر ، ولا نفع كباقي المخلوقات التي لا تضر ، ولا تنفع ، فأشاع عمر هذا في الموسم ، ليشتهر في البلدان ، ويحفظه أهل الموسم المختلفو الأوطان ، لئلا يغتر بعض قريبي العهد بالإسلام الذين ألفوا عبادة الأحجار وتعظيمها ، ورجاء نفعها ، وخوف الضرر بالتقصير في تعظيمها ، والعهد بذلك قريب ، فخاف عمر أن بعضهم يراه يقبله فيفتن به ويشتبه عليه .
وروى الحاكم عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=10353037حججنا مع عمر ، فلما طاف استقبل الحجر ، فقال : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبلك ما قبلتك ثم قبله ، فقال له علي : بلى إنه يضر وينفع ، قال : بم ؟ قال : بكتاب الله : nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=172وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ( سورة الأعراف : الآية 172 ) ، خلق الله آدم ، ومسح على ظهره ، فقررهم بأنه الرب ، وأنهم العبيد وأخذ عهودهم ومواثيقهم ، وكتب ذلك في رق ، وكان لهذا الحجر عينان ولسان ، فقال : افتح ففتح فاه ، فألقمه ذلك الرق ، وقال : اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة ، وإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول : يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود ، وله لسان ذلق يشهد لمن يستلمه بالتوحيد ، فهو يا أمير المؤمنين يضر ، وينفع ، فقال عمر : " أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن " ، قال الحاكم : ليس من شرط الشيخين فإنهما لم يحتجا بأبي هارون عمارة بن جوين العبدي ، قال غيره : ولا من شرط غيرهما ، فأبو هارون ضعفه الناس كلهم ، ونسبه إلى الكذب جماعة من الأئمة ، واستنبط بعضهم من مشروعية تقبيل الحجر جواز nindex.php?page=treesubj&link=18157_17796_18664_31186تقبيل من يستحق التعظيم من آدمي وغيره .
ونقل عن أحمد : لا بأس nindex.php?page=treesubj&link=3932_30698بتقبيل منبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبره ، واستبعد بعض أتباعه صحة ذلك عنه .
ونقل عن ابن أبي الصيف اليماني الشافعي جواز nindex.php?page=treesubj&link=28691تقبيل المصحف ، وقبور الصالحين .
( قال مالك : سمعت بعض أهل العلم يستحب إذا رفع الذي يطوف بالبيت يده على الركن اليماني ، أن يضعها على فيه ) ، هكذا قال يحيى وابن [ ص: 459 ] وهب ، وابن القاسم ، وابن بكير ، وأبو مصعب ، وجماعة اليماني ، زاد ابن وهب : من غير تقبيل ، فعجب من ابن وضاح وقد روى موطأ ابن القاسم ، وابن وهب ، وهي بأيدي أهل بلادنا في الشهرة كرواية يحيى ، وفيهما جميعا اليماني كيف أنكره على يحيى ، وأمره بطرحه ، ولكن الغلط لا يسلم منه أحد ، وكأنه رأى رواية القعنبي ، ومن تابعه على قوله : الركن الأسود ، فأنكر اليماني على أن ابن وضاح لم يرو موطأ القعنبي فهذا مما تسور فيه على رواية يحيى ، وهي صواب ، قاله أبو عمر .