الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            [ عدم ضحك خازن النار للرسول صلى الله عليه وسلم ]

            قال ابن إسحاق : وحدثني بعض أهل العلم عمن حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : تلقتني الملائكة حين دخلت السماء الدنيا ، فلم يلقني ملك ؟ إلا ضاحكا مستبشرا ، يقول خيرا ويدعو به حتى لقيني ملك من الملائكة . فقال مثل ما قالوا ، ودعا بمثل ما دعوا به ، إلا أنه لم يضحك ولم أر منه من البشر مثل ما رأيت من غيره . فقلت لجبريل : يا جبريل من هذا الملك الذي قال لي كما قالت الملائكة ولم يضحك ( إلي ) ، ولم أر منه من البشر مثل الذي رأيت منهم ؟ قال : فقال لي جبريل : أما إنه لو ضحك إلى أحد كان قبلك ، أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك ، لضحك إليك ، ولكنه لا يضحك هذا مالك خازن النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقلت لجبريل وهو من الله تعالى بالمكان الذي وصف لكم مطاع ثم أمين : ألا تأمره أن يريني النار ؟ فقال : بلى ، يا مالك ، أر محمدا النار . قال : فكشف عنها غطاءها ففارت وارتفعت . حتى ظننت لتأخذن ما أرى قال : فقلت لجبريل : يا جبريل مره فليردها إلى مكانها . قال : فأمره ، فقال لها : اخبي فرجعت إلى مكانها الذي خرجت منه . فما شبهت رجوعها إلا وقوع الظل حتى إذا دخلت من حيث خرجت رد عليها غطاءها . -

            [ عود إلى حديث الخدري عن المعراج ]

            ( و ) قال أبو سعيد الخدري في حديثه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لما دخلت السماء الدنيا رأيت بها رجلا جالسا تعرض عليه أرواح بني آدم ، فيقول لبعضها إذا عرضت عليه خيرا ويسر به ، ويقول : روح طيبة خرجت من جسد طيب . ويقول لبعضها إذا عرضت عليه : أف ، ويعبس بوجهه ويقول : روح خبيثة خرجت من جسد خبيث . قال : قلت : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا أبوك آدم ، تعرض عليه أرواح ذريته ، فإذا مرت به روح المؤمن منهم سر بها . وقال : روح طيبة خرجت من جسد طيب . وإذا مرت به روح الكافر منهم أفف منها وكرهها ، وساء ذلك ، وقال : روح خبيثة خرج من جسد خبيث .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية