الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين وتأكلون التراث أكلا لما وتحبون المال حبا جما

                                                                                                                                                                                                                                        وتأكلون التراث أكلا لما والتراث : الميراث ، وفي قوله (لما) أربعة تأويلات : أحدها : يعني شديدا ، قاله السدي .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : يعني جمعا ، من قولهم لممت الطعام لما ، إذا أكلته جمعا ، قاله الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : معناه سفه سفا ، قاله مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع : هو أنه إذا أكل مال نفسه ألم بمال غيره فأكله ، ولا يتفكر فيما أكل من خبيث وطيب ، قاله ابن زيد . ويحتمل خامسا : أنه ألم بما حرم عليه ومنع منه .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 271 ]

                                                                                                                                                                                                                                        وتحبون المال حبا جما فيه تأويلان :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : يعني كثيرا ، قاله ابن عباس ، والجم الكثير ، قال الشاعر


                                                                                                                                                                                                                                        إن تغفر اللهم تغفر جما وأي عبد لك لا ألما



                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : فاحشا تجمعون حلاله إلى حرامه ، قاله الحسن : ويحتمل ثالثا : أنه يحب المال حب إجمام له واستبقاء فلا ينتفع به في دين ولا دنيا وهو أسوأ أحوال ذي المال .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية