الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين ( 106 ) )

قال أبو جعفر : اختلفت القرأة في قراءة ذلك .

فقرأته عامة قرأة الأمصار : ( ولا نكتم شهادة الله ) ، بإضافة " الشهادة " إلى " الله " وخفض اسم الله تعالى يعني : لا نكتم شهادة لله عندنا .

وذكر عن الشعبي أنه كان يقرؤه كالذي : -

12956 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبو أسامة ، عن ابن عون ، عن عامر : أنه كان يقرأ : " ولا نكتم شهادة آلله إنا إذا لمن الآثمين " بقطع " الألف " وخفض اسم الله ، هكذا حدثنا بهابن وكيع .

وكأن الشعبي وجه معنى الكلام إلى : أنهما يقسمان بالله لا نشتري به ثمنا ، [ ص: 178 ] ولا نكتم شهادة عندنا . ثم ابتدأ يمينا باستفهام : بالله أنهما إن اشتريا بأيمانهما ثمنا أو كتما شهادته عندهما ، لمن الآثمين .

وقد روي عن الشعبي في قراءة ذلك رواية تخالف هذه الرواية ، وذلك ما : -

12957 - حدثني أحمد بن يوسف التغلبي قال : حدثنا القاسم بن سلام قال : حدثنا عباد بن عباد ، عن ابن عون ، عن الشعبي : أنه قرأ : ( ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين ) قال أحمد : قال أبو عبيد : ينون " شهادة " ويخفض " الله " على الاتصال . قال : وقد رواها بعضهم بقطع " الألف " على الاستفهام .

قال أبو جعفر : وحفظي أنا لقراءة الشعبي بترك الاستفهام .

وقرأها بعضهم : ( ولا نكتم شهادة الله ) ، بتنوين " الشهادة " ونصب اسم " الله " بمعنى : ولا نكتم الله شهادة عندنا .

قال أبو جعفر : وأولى القراءات في ذلك عندنا بالصواب ، قراءة من قرأ : ( ولا نكتم شهادة الله ) ، بإضافة " الشهادة " إلى اسم " الله " وخفض اسم " الله " لأنها القراءة المستفيضة في قرأة الأمصار التي لا تتناكر صحتها الأمة . [ ص: 179 ]

وكان ابن زيد يقول في معنى ذلك : ولا نكتم شهادة الله ، وإن كان بعيدا .

12958 - حدثني بذلك يونس قال : أخبرنا ابن زيد ، عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية