الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

قال : وإنما يستقيم الرجوع إليه إصلاحا بثلاثة أشياء : بالخروج من التبعات ، والتوجع للعثرات ، واستدراك الفائتات .

والخروج من التبعات هو بالتوبة من الذنوب التي بين العبد وبين الله ، وأداء الحقوق التي عليه للخلق . والتوجع للعثرات يحتمل شيئين :

أحدهما : أن يتوجع لعثرته إذا عثر ، فيتوجع قلبه وينصدع ، وهذا دليل على إنابته إلى الله ، بخلاف من لا يتألم قلبه ، ولا ينصدع من عثرته ، فإنه دليل على فساد قلبه وموته .

الثاني : أن يتوجع لعثرة أخيه المؤمن إذا عثر ، حتى كأنه هو الذي عثر بها ولا يشمت به ، فهو دليل على رقة قلبه وإنابته .

واستدراك الفائتات هو استدراك ما فاته من طاعة وقربة بأمثالها ، أو خير منها ولاسيما في بقية عمره ، عند قرب رحيله إلى الله ، فبقية عمر المؤمن لا قيمة لها . يستدرك بها ما فات ، ويحيي بها ما أمات .

التالي السابق


الخدمات العلمية