الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وما تلك بيمينك الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في عصا موسى - قال - : أعطاه إياها ملك من الملائكة، إذ توجه إلى مدين فكانت تضيء له بالليل، ويضرب بها الأرض فيخرج له النبات، ويهش بها على غنمه ورق الشجر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في قوله : هي عصاي أتوكأ عليها قال : إذا مشى مع غنمه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : وأهش بها على غنمي قال : أضرب بها الشجر فيتساقط منه الورق على غنمي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن ميمون في قوله : وأهش بها على غنمي [ ص: 181 ] قال : الهش أن يخبط الرجل بعصاه الشجر فيتناثر الورق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ميمون بن مهران قال : الهش أن يولج العصا بين الشعبين ثم يحركها حتى يسقط الورق، والخبط أن يخبط حتى يسقط الورق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن مالك بن أنس قال : الهش أن يضع الرجل المحجن في الغصن، ثم يحركه حتى يسقط ورقه وثمره ولا يكسر العود فهذا الهش ولا يخبط .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : وأهش بها على غنمي قال : أخبط بها الشجر ، : ولي فيها مآرب أخرى قال : حاجات أخرى؛ منافع أخرى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ولي فيها مآرب أخرى قال : حوائج .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 182 ] وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : مآرب أخرى قال : حاجات ومنافع .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : مآرب أخرى يقول : حوائج أخرى أحمل عليها المزود والسقاء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : ولي فيها مآرب أخرى قال : كانت تضيء له بالليل، وكانت عصا آدم عليه السلام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس : فألقاها فإذا هي حية تسعى ولم تكن قبل ذلك حية، فمرت بشجرة فأكلتها ومرت بصخرة فابتلعتها، فجعل موسى يسمع وقع الصخرة في جوفها فولى مدبرا ، فنودي : أن يا موسى خذها، فلم يأخذها، ثم نودي الثانية : أن خذها ولا تخف ، فقيل له في الثالثة : إنك من الآمنين . فأخذها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : سنعيدها سيرتها الأولى قال : حالتها الأولى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : سنعيدها سيرتها الأولى قال : هيئتها الأولى : واضمم يدك إلى جناحك قال : أدخل كفك تحت عضدك : تخرج بيضاء من غير سوء . [ ص: 183 ] قال : من غير برص .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : من غير سوء قال : من غير برص .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : أخرجها كأنها مصباح، فعلم موسى أنه قد لقي ربه، ولهذا قال تعالى : لنريك من آياتنا الكبرى .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية