الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

رؤية إسلامية في قضايا معاصرة

الدكتور / عماد الدين خليل

من المحرر

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وبعد:

فمن نعمة الله علينا، أن كتب لسلسلة (كتاب الأمة) القبول، فكان لها هـذا الامتداد الواسع، والانتشار الكبير، والأثر البين، والذكر الطيب، والفائدة المرجوة في الأوساط الإسلامية، في مختلف مواقعها، والأطر الثقافية، على تنوعها، حيث استطاعت بعون الله وفضله، المساهمة في التحصين الثقافي، والوعي الحضاري، وبناء المرجعية، وتشكيل مركز الرؤية، وإعادة بناء شخصية المسلم المعاصر، في ضوء معارف الوحي وهداياته، ومدارك العقل وقدراته، ليستثمر المسلم الكثير من طاقاته الذهنية، والروحية، والمادية، المعطلة، ويتجاوز مرحلة التخاذل الثقافي، وليستأنف دوره في الشهادة على الناس، والقيادة لهم إلى الخير.

ونستطيع أن نقول بكل الاطمئنان: بأن صمود سلسلة (كتاب الأمة) حتى بلغت خمسة وأربعين كتابا، بطبيعة موضوعاتها المتميزة، يعني فيما يعنيه، أن الخير لم ينقطع، ولن يتوقف في هـذه الأمة، في الوقت الذي نرى الكثير من المؤسسات الثقافية، والمنتديات الفكرية، في عالمنا الإسلامي، التي يقوم كيانها على الترجمة، والنقل، واحتضان فكر [ ص: 7 ] (الآخر) ، باسم الانفتاح، والتبادل الثقافي، كانت من أخطر معابر الغزو الفكري، والاستلاب الحضاري، على الرغم من كل ما يدعى لها.

ومن البشائر الطبية، التي نحملها للقارئ، بعد هـذه الرحلة الثقافية، عزمنا بعون الله، وتوفيقه، على تحقيق قفزة نوعية، على طريقنا الطويل، وهي: إصدار عدد كل شهرين، إن شاء الله تعالى، وسوف تكون السلسلة في قالب جديد، ومضمون جديد أيضا، حيث ستكون – إضافة لطبيعة الكتاب الحالي – عدة قضايا في كتاب واحد، وعدة معالجات لقضية من قضايانا المعاصرة، لعدد من المفكرين والكتاب، كما ستكون السلسة محلا لنشر أعمال الندوات، ومجالا لطرح بعض المناقشات، والمفاكرات، والمشاورات، والحوارات.

سائلين الله سبحانه وتعالى ، أن يجعل عملنا خالصا لوجهه، وأن يوفق أهل الرأي والاجتهاد الفكري، للمساهمة معنا في إغناء العمل، وحمل الرسالة، وأداء الأمانة، ومدنا بالنصح، والتقويم، والتسديد.

والله ولينا، وهو حسبنا، ونعم الوكيل. [ ص: 8 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية