الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم

                                                                                                                                                                                                القاعد : التي قعدت عن الحيض والولد لكبرها لا يرجون نكاحا لا يطمعن فيه : والمراد بالثياب : الثياب الظاهرة كالملحفة والجلباب الذي فوق الخمار غير متبرجات بزينة غير مظهرات زينة ، يريد : الزينة الخفيفة التي أرادها في قوله : ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو غير قاصدات بالوضع التبرج ، ولكن التخفف إذا احتجن إليه . والاستعفاف من الوضع خير لهن لما ذكر الجائز عقبه بالمستحب . بعثا منه عن اختيار أفضل الأعمال وأحسنها . كقوله : وأن تعفوا أقرب للتقوى ، وأن تصدقوا خير لكم [البقرة : 280 ] . فإن قلت : ما حقيقة التبرج ؟ قلت : تكلف إظهار ما يجب إخفاؤه من قولهم : سفينة بارج ، لا غطاء عليها . والبرج : سعة العين ، يرى بياضها محيطا بسوادها كله لا يغيب منه شيء ، إلا أنه اختص بأن تتكشف المرأة للرجال بإبداء زينتها وإظهار [ ص: 323 ] محاسنها ، وبدا ، وبرز ، بمعنى : ظهر ، من أخوات : تبرج وتبلج ، كذلك .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية