الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                16967 ( أخبرنا ) أبو علي الروذباري ، أنبأ أبو بكر بن داسة ، ثنا أبو داود ، ثنا مسدد ، وموسى بن إسماعيل المعنى قالا : ثنا عبد العزيز بن المختار ، ثنا عبد الله الداناج ، حدثني حضين بن المنذر الرقاشي ، وهو أبو ساسان قال : شهدت عثمان بن عفان رضي الله عنه وأتي بالوليد بن عقبة فشهد عليه حمران ورجل آخر ، فشهد أحدهما أنه رآه شربها يعني الخمر ، وشهد الآخر أنه رآه يتقيؤها . فقال عثمان رضي الله عنه : إنه لم يتقيأها حتى شربها ، فقال لعلي رضي الله عنه : أقم عليه الحد . فقال علي للحسن رضي الله عنهما : أقم عليه الحد . فقال : ول حارها من تولى قارها . فقال علي رضي الله عنه لعبد الله بن جعفر : أقم عليه الحد . قال : فأخذ السوط فجلده ، وعلي رضي الله عنه يعد فلما بلغ أربعين قال : حسبك جلد النبي - صلى الله عليه وسلم - أربعين ، أحسبه قال :وجلد أبو بكر رضي الله عنه أربعين ، وعمر رضي الله عنه ثمانين ، وكل سنة ، وهذا أحب إلي . أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عبد العزيز .

                                                                                                                                                وهذا لا أعلم له تأويلا يصح غير أنه قبل الشهادة عليه هكذا ، ومن يخالفه يقول لم تجتمع شهادتهما على شربه ، وقد يكره على الشرب فيتقيأها .

                                                                                                                                                قال الشافعي في نظير هذه المسألة : ومغيب المعنى لا يحد فيه أحد ، ولا يعاقب إنما يعاقب الناس على اليقين .

                                                                                                                                                وقد رواه سعيد بن أبي عروبة ، عن عبد الله الداناج ، عن حضين أبي ساسان قال : ركب نفر منهم فأتوا عثمان بن عفان رضي الله عنه فأخبروه بما صنع الوليد فقال عثمان لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما : دونك ابن عمك فاجلده .

                                                                                                                                                أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس بن يعقوب ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، أنبأ عبد الوهاب بن عطاء ، أنبأ سعيد ، فذكره . أخرجه مسلم في الصحيح من حديث سعيد .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية