الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا ؛ في قوله: "أرسلنا"؛ وجهان؛ أحدهما: "إنا خلينا الشياطين وإياهم؛ فلم نعصمهم من القبول منهم"؛ قال أبو إسحاق : والوجه الثاني - وهو المختار - أنهم أرسلوا عليهم؛ وقيضوا لهم؛ بكفرهم؛ كما قال - عز وجل -: ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ؛ ومعنى "تؤزهم أزا": تزعجهم؛ حتى يركبوا المعاصي إزعاجا؛ فهو يدل على صحة الإرسال؛ والتقييض؛ ومعنى الإرسال ههنا: التسليط؛ يقال: "قد [ ص: 346 ] أرسلت فلانا على فلان"؛ إذا سلطته عليه؛ كما قال: إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ؛ فأعلم الله - عز وجل -: أن من اتبعه هو مسلط عليه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية