الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى

                                                                                                                                                                                                                                        ( قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ) وقد أمالهما حمزة والكسائي لأن الألف منقلبة من الياء ، وفرق أبو عمرو بأن الأول رأس الآية ومحل الوقف فهو جدير بالتغيير .

                                                                                                                                                                                                                                        ( قال كذلك ) أي مثل ذلك فعلت ثم فسره فقال : ( أتتك آياتنا ) واضحة نيرة . ( فنسيتها ) فعميت عنها وتركتها غير منظور إليها . ( وكذلك ) ومثل تركك إياها . ( اليوم تنسى ) تترك في العمى والعذاب .

                                                                                                                                                                                                                                        ( وكذلك نجزي من أسرف ) بالانهماك في الشهوات والإعراض عن الآيات . ( ولم يؤمن بآيات ربه ) بل كذب بها وخالفها . ( ولعذاب الآخرة ) وهو الحشر على العمى ، وقيل عذاب النار أي وللنار بعد ذلك أشد وأبقى من ضنك العيش أو منه ومن العمى ، ولعله إذا دخل النار زال عماه ليرى محله وحاله أو مما فعله من ترك الآيات والكفر بها .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية