الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 536 ] ذكر سبب النهي عن قتل حيات البيوت

أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه الحافظ قراءة عليه ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن زنجويه الفقيه ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الحافظ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا ابن نمير ، حدثنا عبيد الله ، عن صيفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : وجد رجل في منزله حية فأخذ رمحه فشكها فلم تمت الحية حتى مات الرجل ، فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن معكم عوامر ؛ فإذا رأيتم منها شيئا فحرجوا عليه ثلاثا ، فإن رأيتموه بعد ذلك فاقتلوه .

أخبرني عبد الله بن أحمد بن محمد من أصله العتيق ، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن يوسف ، أخبرنا أبو عمرو ، أخبرنا أبو بكر الشافعي ، أخبرنا إسحاق بن الحسن ، حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن صيفي هو مولى ابن أفلح ، أخبرني أبو السائب مولى هشام بن زهرة ، أنه دخل على أبي سعيد الخدري في بيته ، قال : فوجدته يصلي فجلست أنتظره حتى يقضي صلاته ، فسمعت تحريكا في عراجين ناحية البيت فالتفت فإذا حية فوثبت لأقتلها ، فأشار إلي أن أجلس فجلست ، فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار ، فقال : أترى هذا البيت ؟ فقلت : نعم . قال : كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس ، قال : فخرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الخندق ، فكان الفتى يستأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنصاف النهار ويرجع [ ص: 537 ] إلى أهله ، فاستأذنه يوما فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : خذ عليك سلاحك ؛ فإني أخشى عليك قريظة . فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع ، فإذا امرأته بين الناس قائمة فأهوى إليها بالرمح ليطعنها به ، وأصابته غيرة ، فقالت له : اكفف عليك رمحك ، وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني فدخل ، فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به ، ثم خرج فركزه في الدار ، فاضطربت الحية ، فما يدرى أيهما كان أسرع موتا الحية أم الفتى ؟ قال : فجئنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرنا ذلك له ، وقلنا : ادع الله يحييه لنا . فقال : استغفروا لصاحبكم . ثم قال : إن بالمدينة جنا قد أسلموا ، فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام ، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه ، فإنما هو شيطان .

هذا حديث صحيح ثابت ، وله طرق في الصحاح .

التالي السابق


الخدمات العلمية