الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            سرية أمير المؤمنين المجدع في الله تعالى عبد الله بن جحش رضي الله عنه (سرية نخلة)

            بعث النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش في السنة الثانية من الهجرة إلى بطن نخلة، وقد كتب إليه كتابا وأمره ألا ينظر فيها إلا بعد أن يسير ليلتين، وقد أرسل معه صلى الله عليه وسلم ثمانية من المهاجرين، وقد سمي في هذه الغزوة عبد الله بن جحش أمير المؤمنين، وكانت رايته أول راية رفعت في الإسلام.

            فسار عبد الله بن حجش ليلتين وفتح الكتاب، وفيه أن يخير أصحابه بين المضي معهم أو العودة ولا يكره أحدا وأمره أن يأتي بخبر عير لقريش، فمضى ومرت به عير لقريش بها عمرو بن الحضرمي تحمل تجارة من تجارة قريش، وكان في آخر يوم من الشهر الحرام واحتار الصحابة إن تركوا العير ولم يهاجموهم سيدخلون الحرم المكي وإن هاجموهم سيكونون قد انتهكوا حرمة الشهر الحرام، فانعقد أمر الصحابة على مقاتلة القوم فقتلوا عمرو بن الحضرمي وأسروا بعض أصحابه وفر البعض وحازوا العير والتجارة وخمس عبد الله بن جحش الغنيمة، ويقال إنه أول مال خمس في الإسلام.

            ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم بما كان منهم أنكر عليهم ما فعلوه، وقالت قريش إن محمدا قد استحل الشهر الحرام، فنزل القرآن يرد عليهم في ذلك، ففرج عن المسلمين، وبعثت قريش في فداء الأسرى.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية