الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 553 ] ثم دخلت سنة أربع وأربعمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      في يوم الخميس غرة ربيع الأول منها جلس الخليفة القادر بالله في أبهة الخلافة ، وأحضر إلى بين يديه فخر الملك ، والحجبة بين يديه ، فخلع عليه سبع خلع على العادة ، وعمامة سوداء ، وسيفا ، وتاجا مرصعا ، وسوارين ، وطوقا ، ولواءين خلعهما الخليفة بيده ، ثم أعطاه سيفا ، وقال للخادم : قلده به ، فهو شرف له ولعقبه ، يفتح به شرق الأرض وغربها . وكان ذلك يوما مشهودا بمحضر من القضاة والأمراء والوزراء ، والأماثل والأعيان والكبراء بدار الخلافة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها غزا محمود بن سبكتكين بلاد الهند ، ففتح وقتل وسبى وغنم وسلم ، وكتب إلى الخليفة القادر بالله أن يوليه ما بيده من مملكة خراسان وغيرها من البلاد ، فأجابه إلى ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها عاثت بنو خفاجة ببلاد الكوفة فبرز إليهم نائبها أبو الحسن بن مزيد فواقعهم ، فقتل منهم خلقا وأسر محمد بن ثمال وجماعة من رءوسهم ، وانهزم الباقون ، فأرسل الله عليهم ريحا حارة ، فأهلكت منهم خمسمائة إنسان .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 554 ] وحج بالناس في هذه السنة أبو الحسن محمد بن الحسن الأقساسي .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية