الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى

                                                                                                                                                                                                                                        ( ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله ) من قبل محمد عليه الصلاة والسلام أو البينة والتذكير لأنها في معنى [ ص: 44 ]

                                                                                                                                                                                                                                        البرهان ، أو المراد بها القرآن . ( لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ) بالقتل والسبي في الدنيا . ( ونخزى ) بدخول النار يوم القيامة ، وقد قرئ بالبناء للمفعول فيهما .

                                                                                                                                                                                                                                        ( قل كل ) أي كل واحد منا ومنكم . ( متربص ) منتظر لما يؤول إليه أمرنا وأمركم . ( فتربصوا ) وقرئ «فتمتعوا » . ( فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ) المستقيم ، وقرئ «السواء » أي الوسط الجيد و «السوأى » و «السوء » أي الشر ، و «السوي » هو تصغيره . ( ومن اهتدى ) من الضلالة ( ومن ) في الموضعين للاستفهام ومحلها الرفع بالابتداء ، ويجوز أن تكون الثانية موصولة بخلاف الأولى لعدم العائد فتكون معطوفة على محل الجملة الاستفهامية المعلق عنها الفعل على أن العلم بمعنى المعرفة أو على أصحاب أو على الصراط على أن المراد به النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                        وعنه صلى الله عليه وسلم «من قرأ طه أعطي يوم القيامة ثواب المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم أجمعين » .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية