قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28ويوم نحشرهم أي نجمعهم ، والحشر الجمع . جميعا حال .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28ثم نقول للذين أشركوا أي اتخذوا مع الله شريكا مكانكم أي الزموا واثبتوا مكانكم ، وقفوا مواضعكم
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28أنتم وشركاؤكم وهذا وعيد .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28فزيلنا بينهم أي فرقنا وقطعنا ما كان بينهم من التواصل في الدنيا ; يقال : زيلته فتزيل ، أي فرقته فتفرق ، وهو فعلت ; لأنك تقول في مصدره تزييلا ، ولو كان فيعلت لقلت زيلة . والمزايلة المفارقة ; يقال : زايله الله مزايلة وزيالا إذا فارقه . والتزايل التباين . قال
الفراء : وقرأ بعضهم " فزايلنا بينهم " ; يقال : لا أزايل فلانا ، أي لا أفارقه ; فإن قلت : لا أزاوله فهو بمعنى آخر ، معناه لا أخاتله .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28وقال شركاؤهم عني بالشركاء الملائكة . وقيل : الشياطين ، وقيل : الأصنام ; فينطقها الله تعالى فتكون بينهم هذه المحاورة . وذلك أنهم ادعوا على الشياطين الذين أطاعوهم والأصنام التي عبدوها أنهم أمروهم بعبادتهم ويقولون ما عبدناكم حتى أمرتمونا . قال
مجاهد : ينطق الله الأوثان فتقول ما كنا نشعر بأنكم إيانا تعبدون ، وما أمرناكم بعبادتنا . وإن حمل الشركاء على الشياطين فالمعنى
[ ص: 246 ] أنهم يقولون ذلك دهشا ، أو يقولون كذبا واحتيالا للخلاص ، وقد يجري مثل هذا غدا ; وإن صارت المعارف ضرورية .
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ أَيْ نَجْمَعُهُمْ ، وَالْحَشْرُ الْجَمْعَ . جَمِيعًا حَالٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيِ اتَّخَذُوا مَعَ اللَّهِ شَرِيكًا مَكَانَكُمْ أَيِ الْزَمُوا وَاثْبُتُوا مَكَانَكُمْ ، وَقِفُوا مَوَاضِعَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ وَهَذَا وَعِيدٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ أَيْ فَرَّقْنَا وَقَطَّعْنَا مَا كَانَ بَيْنَهُمْ مِنَ التَّوَاصُلِ فِي الدُّنْيَا ; يُقَالُ : زَيَّلْتُهُ فَتَزَيَّلَ ، أَيْ فَرَّقْتُهُ فَتَفَرَّقَ ، وَهُوَ فَعَّلْتُ ; لِأَنَّكَ تَقُولُ فِي مَصْدَرِهِ تَزْيِيلًا ، وَلَوْ كَانَ فَيْعَلْتُ لَقُلْتَ زَيْلَةً . وَالْمُزَايَلَةُ الْمُفَارَقَةُ ; يُقَالُ : زَايَلَهُ اللَّهُ مُزَايَلَةً وَزِيَالًا إِذَا فَارَقَهُ . وَالتَّزَايُلُ التَّبَايُنُ . قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ " فَزَايَلْنَا بَيْنَهُمْ " ; يُقَالُ : لَا أُزَايِلُ فُلَانًا ، أَيْ لَا أُفَارِقُهُ ; فَإِنْ قُلْتَ : لَا أُزَاوِلُهُ فَهُوَ بِمَعْنًى آخَرَ ، مَعْنَاهُ لَا أُخَاتِلُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ عُنِيَ بِالشُّرَكَاءِ الْمَلَائِكَةُ . وَقِيلَ : الشَّيَاطِينُ ، وَقِيلَ : الْأَصْنَامُ ; فَيُنْطِقُهَا اللَّهُ تَعَالَى فَتَكُونُ بَيْنَهُمْ هَذِهِ الْمُحَاوَرَةُ . وَذَلِكَ أَنَّهُمُ ادَّعَوْا عَلَى الشَّيَاطِينِ الَّذِينَ أَطَاعُوهُمْ وَالْأَصْنَامِ الَّتِي عَبَدُوهَا أَنَّهُمْ أَمَرُوهُمْ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَقُولُونَ مَا عَبَدْنَاكُمْ حَتَّى أَمَرْتُمُونَا . قَالَ
مُجَاهِدٌ : يُنْطِقُ اللَّهُ الْأَوْثَانَ فَتَقُولُ مَا كُنَّا نَشْعُرُ بِأَنَّكُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ، وَمَا أَمَرْنَاكُمْ بِعِبَادَتِنَا . وَإِنْ حُمِلَ الشُّرَكَاءُ عَلَى الشَّيَاطِينِ فَالْمَعْنَى
[ ص: 246 ] أَنَّهُمْ يَقُولُونَ ذَلِكَ دَهَشًا ، أَوْ يَقُولُونَ كَذِبًا وَاحْتِيَالًا لِلْخَلَاصِ ، وَقَدْ يَجْرِي مِثْلُ هَذَا غَدًا ; وَإِنْ صَارَتِ الْمَعَارِفُ ضَرُورِيَّةً .