الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذو : اسم بمعنى صاحب ، وضع للتوصل إلى وصف الذوات بأسماء الأجناس ، كما أن ( الذي ) وضعت صلة إلى وصف المعارف بالجمل .

ولا يستعمل إلا مضافا .

ولا يضاف إلى ضمير ولا مشتق ، وجوزه بعضهم ، وخرج عليه قراءة ابن مسعود : ( وفوق كل ذي عالم عليم ) [ يوسف : 76 ] .

وأجاب الأكثرون عنها بأن العالم هنا مصدر كالباطل ، أو بأن ذي زائدة .

قال السهيلي : والوصف ب ( ذو ) أبلغ من الوصف بصاحب ، والإضافة بها أشرف ، فإن ( ذو ) يضاف للتابع وصاحب يضاف إلى المتبوع ، تقول : أبو هريرة صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا تقول : النبي - صلى الله عليه وسلم - صاحب أبي هريرة . وأما ( ذو ) فإنك تقول : ذو المال ، وذو الفرس ، فتجد الاسم الأول متبوعا غير تابع ، وبني على هذا الفرق أنه تعالى قال في سورة الأنبياء [ الآية : 87 ] وذا النون فأضافه إلى النون وهو الحوت ، وقال في سورة ن [ الآية : 48 ] ولا تكن كصاحب الحوت قال : والمعنى واحد ، لكن بين اللفظين تفاوت كثير في حسن الإشارة إلى الحالتين ، فإنه حين ذكره في معرض الثناء عليه أتى بذي ; لأن الإضافة بها أشرف ، وبالنون ; لأن لفظه أشرف من لفظ الحوت ، لوجوده في أوائل السور ; وليس في لفظ الحوت ما يشرفه لذلك ، فأتى به وبصاحب حين ذكره في معرض النهي عن اتباعه .

التالي السابق


الخدمات العلمية