الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            قتال علي رضي الله عنه المشركين في أحد قال ابن هشام : وحدثني مسلمة بن علقمة المازني ، قال : لما اشتد القتال يوم أحد ، جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت راية الأنصار ، وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب رضوان الله عليه : أن قدم الراية فتقدم علي ، فقال : أنا أبو الفصم ، ويقال : أبو القصم ، فيما قال ابن هشام - فناداه أبو سعد بن أبي طلحة ، وهو صاحب لواء المشركين : أن هل لك يا أبا القصم في البراز من حاجة ؟ قال : نعم . فبرزا بين الصفين ، فاختلفا ضربتين فضربه علي فصرعه ، ثم انصرف عنه ولم يجهز عليه ؛ فقال له أصحابه : أفلا أجهزت عليه ؟ فقال : إنه استقبلني بعورته ، فعطفتني عنه الرحم ، وعرفت أن الله عز وجل قد قتله . ويقال : إن أبا سعد بن أبي طلحة خرج بين الصفين ، فنادى : [ أنا قاصم ] من يبارز برازا ، فلم يخرج إليه أحد . فقال : يا أصحاب محمد ، زعمتم أن قتلاكم في الجنة ، وأن قتلانا في النار ، كذبتم واللاتي لو تعلمون ذلك حقا لخرج إلي بعضكم ، فخرج إليه علي بن أبي طالب ، فاختلفا ضربتين ، فضربه علي فقتله .

            وقال ابن إسحاق : قتل أبا سعد بن أبي طلحة سعد بن أبي وقاص . قال أبو عبيدة والزبير بن بكار : وفي قتل علي طلحة يقول الحجاج بن علاط - بكسر العين المهملة وتخفيف اللام وآخره طاء مهملة - السلمي .


            الله أي مذبب عن حرمة أعني ابن فاطمة المعم المخولا     جادت يداك لهم بعاجل طعنة
            تركت طليحة للجبين مجدلا     وشددت شدة باسل فكشفتهم
            بالجر إذ يهوون أخول أخولا     وعللت سيفك بالدماء ولم تكن
            لترده حران حتى ينهلا

            قال ابن هشام : وحدثني بعض أهل العلم ، أن ابن أبي نجيح قال : نادى مناد يوم أحد :


            لا سيف إلا ذو الفقار ،     ولا فتى إلا علي

            التالي السابق


            الخدمات العلمية