الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            [ شأن أنس بن النضر ]

            قال ابن إسحاق : وحدثني القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخو بني عدي بن النجار ، قال : انتهى أنس بن النضر ، عم أنس بن مالك ، إلى عمر بن الخطاب ، وطلحة بن عبيد الله ، في رجال من المهاجرين والأنصار ، وقد ألقوا بأيديهم ، فقال : ما يجلسكم ؟ قالوا : قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ قال : فماذا تصنعون بالحياة بعده ؟ ( قوموا ) فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم استقبل القوم ، فقاتل حتى قتل وبه سمي أنس بن مالك .

            قال ابن إسحاق : فحدثني حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ، قال : لقد وجدنا بأنس بن النضر يومئذ سبعين ضربة ، فما عرفه إلا أخته ، عرفته ببناته . وعن أنس ، أن عمه غاب عن بدر ، فقال:

            غبت عن أول قتال قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لئن أشهدني الله مع النبي صلى الله عليه وسلم [مشهدا] ليرين الله ما أفعل ، فلقي يوم أحد فهزم الناس ، فقال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني المسلمين - وأبرأ إليك مما جاء به المشركون . فتقدم بسيفه فلقي سعد بن معاذ ، فقال: إلى أين يا سعد؟ فقال: إني لأجد ريح الجنة دون أحد . فمضى فقتل ، فما عرف حتى عرفته [أخته] بشامة أو ببنانة وبه بضع وثمانون من بين طعنة وضربة ورمية سهم . فائدة قال ابن القيم فيما يستفاد: جواز الانغماس في العدو ، كما انغمس أنس بن النضر وغيره .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية