1793 (10)
كتاب الصوم
(1) باب
والصوم والفطر لرؤية الهلال فضل شهر رمضان
[ 949 ] عن أبي هريرة إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين . أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
رواه أحمد (2 \ 357)، والبخاري (1898)، ومسلم (1079) .
كتاب الصوم
- باب فضل شهر رمضان والصوم والفطر لرؤية الهلال
- باب لأهل كل بلد رؤيتهم عند التباعد وفي الهلال يرى كبيرا وشهران لا ينقصان
- باب في قوله تعالى حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر
- باب الحث على السحور وتأخيره وتعجيل الإفطار
- باب إذا أقبل الليل وغابت الشمس أفطر الصائم
- باب النهي عن الوصال في الصوم
- باب ما جاء في القبلة للصائم
- باب صوم من أدركه الفجر وهو جنب
- باب كفارة من أفطر متعمدا في رمضان
- باب جواز الصوم والفطر في السفر والتخيير في ذلك
- باب من أجهده الصوم حتى خاف على نفسه وجب عليه الفطر
- باب الفطر أفضل لمن تأهب إلى لقاء العدو
- باب فضل صيام يوم عرفة وترك صيامه لمن كان بعرفة
- باب في صيام يوم عاشوراء وفضله
- باب النهي عن صيام يوم الفطر ويوم الأضحى وكراهية صوم أيام التشريق
- باب النهي عن اختصاص يوم الجمعة بصيام واختصاص ليلته بقيام
- باب نسخ الفدية ومتى يقضى رمضان
- باب قضاء الصيام عن الميت
- باب فضل الصيام والأمر بالتحفظ به من الجهل والرفث
- باب فيمن أصبح صائما متطوعا ثم يفطر وفيمن أكل ناسيا
- باب كيف كان صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم في التطوع
- باب كراهية سرد الصوم وبيان أفضل الصوم
- باب فضل صوم ثلاثة أيام من كل شهر وسرر شعبان وصوم المحرم وستة أيام من شوال
التالي
السابق
[ ص: 135 ] (10)
كتاب الصيام
قد تقدم الكلام على ، وأنه الإمساك مطلقا ، وهو في الصوم اللغوي : إمساك مخصوص عن أشياء مخصوصة في زمان مخصوص ، بشرط مخصوص . وهذه القيود تحتاج إلى تفصيل يذكر في كتب الفقه . وعلى الجملة : فهذه القيود منها متفق عليه ، ومنها مختلف فيه . فأما حده على مذهب العرف الشرعي : فهو إمساك جميع أجزاء اليوم عن أمور مخصوصة ، بنية موقعة قبل الفجر . مالك
(1) ومن باب: فضل شهر رمضان
قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا جاء رمضان ) ; دليل على من قال : لا يقال إلا شهر رمضان ، متمسكا بأنه - صلى الله عليه وسلم - قال : ( ) ; وليس بصحيح ، فإنه من حديث: لا تقولوا : رمضان ; فإن رمضان اسم من أسماء [ ص: 136 ] الله تعالى أبي معشر نجيح ; وهو ضعيف .
و (رمضان) : مأخوذ من : رمض الصائم ، يرمض : إذا حر جوفه من شدة العطش . والرمضاء : شدة الحر ; قاله . أبو عبيد الهروي
وقوله : ( فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين ) ، فتحت : بتخفيف التاء ، وتشديدها . ويصح حمله على الحقيقة ، ويكون معناه : أن الجنة قد فتحت وزخرفت لمن مات في شهر رمضان ; لفضيلة هذه العبادة الواقعة فيه ، وغلقت عنهم أبواب النار ; فلا يدخلها منهم أحد مات فيه . وصفدت الشياطين : غلت وقيدت . والصفد : الغل ، وذلك لئلا تفسد الشياطين على الصائمين .
فإن قيل : فنرى الشرور والمعاصي تقع في رمضان كثيرا ; فلو كانت الشياطين مصفدة لما وقع شر ؟ فالجواب من أوجه :
أحدها : إنما تغل عن الصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه ، وروعيت آدابه ، أما ما لم يحافظ عليه فلا يغل عن فاعله الشيطان .
والثاني : أنا لو سلمنا أنها صفدت عن كل صائم ، لكن لا يلزم من تصفيد جميع الشياطين ، ألا يقع شر ; لأن لوقوع الشر أسبابا أخر غير الشياطين ، وهي : النفوس الخبيثة ، والعادات الركيكة ، والشياطين الإنسية .
والثالث : أن يكون هذا الإخبار عن غالب الشياطين ، والمردة منهم ، وأما من ليس من المردة فقد لا يصفد . والمقصود : تقليل الشرور . وهذا موجود في شهر رمضان ; لأن وقوع الشرور والفواحش فيه قليل بالنسبة إلى غيره من الشهور .
[ ص: 137 ] وقيل : إن فتح أبواب الجنة وإغلاق أبواب النار علامة على دخول هذا الشهر العظيم للملائكة وأهل الجنة ; حتى يستشعروا عظمة هذا الشهر ، وجلالته .
ويحتمل أن يقال : إن هذه الأبواب المفتحة في هذا الشهر هي : ما شرع الله فيه من العبادات ، والأذكار ، والصلوات ، والتلاوة ; إذ هي كلها تؤدي إلى فتح أبواب الجنة للعاملين فيه ، وغلق أبواب النار عنهم .
وتصفيد الشياطين : عبارة عن كسر شهوات النفوس التي بسببها تتوصل الشياطين إلى الإغواء والإضلال ، ويشهد لهذا قوله : (الصوم جنة) ، وقوله : (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، فضيقوا مجاريه بالجوع والعطش) ، على ما قد ذكر ، وقد تقدم اشتقاق الشيطان .
كتاب الصيام
قد تقدم الكلام على ، وأنه الإمساك مطلقا ، وهو في الصوم اللغوي : إمساك مخصوص عن أشياء مخصوصة في زمان مخصوص ، بشرط مخصوص . وهذه القيود تحتاج إلى تفصيل يذكر في كتب الفقه . وعلى الجملة : فهذه القيود منها متفق عليه ، ومنها مختلف فيه . فأما حده على مذهب العرف الشرعي : فهو إمساك جميع أجزاء اليوم عن أمور مخصوصة ، بنية موقعة قبل الفجر . مالك
(1) ومن باب: فضل شهر رمضان
قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا جاء رمضان ) ; دليل على من قال : لا يقال إلا شهر رمضان ، متمسكا بأنه - صلى الله عليه وسلم - قال : ( ) ; وليس بصحيح ، فإنه من حديث: لا تقولوا : رمضان ; فإن رمضان اسم من أسماء [ ص: 136 ] الله تعالى أبي معشر نجيح ; وهو ضعيف .
و (رمضان) : مأخوذ من : رمض الصائم ، يرمض : إذا حر جوفه من شدة العطش . والرمضاء : شدة الحر ; قاله . أبو عبيد الهروي
وقوله : ( فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين ) ، فتحت : بتخفيف التاء ، وتشديدها . ويصح حمله على الحقيقة ، ويكون معناه : أن الجنة قد فتحت وزخرفت لمن مات في شهر رمضان ; لفضيلة هذه العبادة الواقعة فيه ، وغلقت عنهم أبواب النار ; فلا يدخلها منهم أحد مات فيه . وصفدت الشياطين : غلت وقيدت . والصفد : الغل ، وذلك لئلا تفسد الشياطين على الصائمين .
فإن قيل : فنرى الشرور والمعاصي تقع في رمضان كثيرا ; فلو كانت الشياطين مصفدة لما وقع شر ؟ فالجواب من أوجه :
أحدها : إنما تغل عن الصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه ، وروعيت آدابه ، أما ما لم يحافظ عليه فلا يغل عن فاعله الشيطان .
والثاني : أنا لو سلمنا أنها صفدت عن كل صائم ، لكن لا يلزم من تصفيد جميع الشياطين ، ألا يقع شر ; لأن لوقوع الشر أسبابا أخر غير الشياطين ، وهي : النفوس الخبيثة ، والعادات الركيكة ، والشياطين الإنسية .
والثالث : أن يكون هذا الإخبار عن غالب الشياطين ، والمردة منهم ، وأما من ليس من المردة فقد لا يصفد . والمقصود : تقليل الشرور . وهذا موجود في شهر رمضان ; لأن وقوع الشرور والفواحش فيه قليل بالنسبة إلى غيره من الشهور .
[ ص: 137 ] وقيل : إن فتح أبواب الجنة وإغلاق أبواب النار علامة على دخول هذا الشهر العظيم للملائكة وأهل الجنة ; حتى يستشعروا عظمة هذا الشهر ، وجلالته .
ويحتمل أن يقال : إن هذه الأبواب المفتحة في هذا الشهر هي : ما شرع الله فيه من العبادات ، والأذكار ، والصلوات ، والتلاوة ; إذ هي كلها تؤدي إلى فتح أبواب الجنة للعاملين فيه ، وغلق أبواب النار عنهم .
وتصفيد الشياطين : عبارة عن كسر شهوات النفوس التي بسببها تتوصل الشياطين إلى الإغواء والإضلال ، ويشهد لهذا قوله : (الصوم جنة) ، وقوله : (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، فضيقوا مجاريه بالجوع والعطش) ، على ما قد ذكر ، وقد تقدم اشتقاق الشيطان .