الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه جبريل بالقرآن، أتعب نفسه في حفظه حتى يشق على نفسه، يتخوف أن يصعد جبريل ولم يحفظه فينسى ما علمه ، فقال الله : ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقال : لا تحرك به لسانك لتعجل به [ القيامة : 16 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه يقول : لا تعجل حتى نبينه لك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، [ ص: 246 ] عن الحسن قال : لطم رجل امرأته، فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تطلب قصاصا، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم بينهما القصاص، فأنزل الله : ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما فوقف النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت : الرجال قوامون على النساء الآية [ النساء : 34 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، عن الحسن أنه قرأ : ( من قبل أن نقضي إليك وحيه ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : ولا تعجل بالقرآن قال : لا تتله على أحد حتى نتمه لك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، عن قتادة في قوله : من قبل أن يقضى إليك وحيه قال : تبيانه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الترمذي ، وابن ماجه عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علما، والحمد لله على كل حال .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 247 ] وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، عن ابن مسعود : أنه كان يدعو : اللهم زدني إيمانا وفقها ويقينا وعلما .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية