الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            روى الشيخان والإمام أحمد والبيهقي عن أنس ، والبيهقي عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنهم ، والبخاري عن عروة أن ناسا جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ابعث معنا رجالا يعلمونا القرآن والسنة . فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لها القراء ، فتعرضوا لهم وقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان . قالوا : «اللهم بلغ عنا نبينا- وفي لفظ : إخواننا- أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا» فأخبر جبرئيل رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه فقال : «إن إخوانكم قد لقوا المشركين واقتطعوهم فلم يبق منهم أحد ، وإنهم قالوا : ربنا بلغ قومنا إنا قد رضينا ورضي عنا ، وأنا رسولهم إليكم؛ إنهم قد رضوا ورضي عنهم» .

            فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين صباحا على رعل وذكوان وبني لحيان وبني عصية الذين عصوا الله ورسوله .
            وفي رواية عن أنس في الصحيح : «فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا في صلاة الغداة بعد القراءة ، وفي رواية بعد الركوع ، وذلك بعد القنوت وما كنا نقنت» . وفي رواية الإمام أحمد قال أنس رضي الله تعالى عنه : فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد على شيء وجده عليهم ، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما صلى الغداة رفع يده فدعا عليهم . فلما كان بعد ذلك ، إذا أبو طلحة يقول : «هل لك في قاتل حرام ؟ » قلت : ما له ؟ فعل الله تعالى به وفعل . قال : مهلا؛ فإنه قد أسلم . وأنزل الله - عز وجل - في أهل بئر معونة قرآنا : بلغوا قومنا عنا أنا قد لقينا ربنا ، فرضي عنا ورضينا عنه . ثم نسخت .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية