الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      فيمن قال أنت طالق إن لم أطلقك أو إن أكلت هذا الرغيف فأنت طالق قلت : فإن قال لها : أنت طالق إن لم أطلقك ؟ قال : يقع الطلاق عليها مكانه حين تكلم بذلك ، وقد قال مالك لا تطلق إلا أن ترفعه إلى السلطان وتوقفه ، قلت : أرأيت لو أن رجلا قال لامرأته إن أكلت هذا الرغيف فأنت طالق ، فطلقها واحدة فتزوجت زوجا غيره فأكلت نصف الرغيف في ملك الزوج الثاني ثم طلقها الزوج الثاني فتزوجها الزوج الأول الحالف فأكلت نصف الرغيف الباقي عنده أيقع عليها الطلاق في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : يقع عليه الطلاق في قول مالك إذا أكلت من ذلك الرغيف ما بقي من طلاق ذلك الملك الذي حلف فيه لم يقع عليه إن أكلت الرغيف في ملك الحالف أو بعض الرغيف طلاق ; لأنه إنما كان حالفا بطلاق ذلك الملك ، فإذا ذهب طلاقه فقد ذهب ما قد كان به حالفا وصار بمنزلة من لا يمين عليه قال : وسئل مالك عن رجل كان بينه وبين رجل شر ، وكان لأحد الرجلين أخ فلقي أخوه الرجل الذي نازع أخاه فقال : قد بلغني الذي كان بينك وبين أخي أمس وامرأته طالق ألبتة إن لم يكن ، لو كنت حاضرا لفقأت عينك قال مالك أراه حانثا ; لأنه حلف على شيء لا يبر فيه ولا في مثله

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية