الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 598 ] ثم دخلت سنة أربع عشرة وأربعمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فيها قدم الملك مشرف الدولة إلى بغداد فخرج الخليفة في الطيار لتلقيه ، وصحبته الأمراء والقضاة والفقهاء والوزراء والرؤساء ، فلما واجههمشرف الدولة قبل الأرض بين يدي الخليفة مرات والجيش واقف برمته ، والعامة في الجانبين والخليفة يبعث الرسل إليه بالسلام عليه ، وكان يوما مشهودا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها ورد كتاب من يمين الدولة محمود بن سبكتكين إلى الخليفة ، يذكر فيه أنه دخل بلاد الهند أيضا ، وأنه فتح بلادا ، وقتل خلقا منهم ، وأنه صالحه بعض ملوكهم ، وبعث إليه بهدايا سنية ، فيها فيول عديدة ، ومنها طائر على هيئة القمري ، إذا وضع عند الخوان وفيه سم دمعت عيناه وجرى منهما ماء ، وتحجر ، ويحك ويؤخذ ما تحصل منه ، فيطلى به الجراحات ذوات الأفواه الواسعة فيلحمها ، وغير ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وحج أهل العراق في هذه السنة ، ولكن رجعوا على طريق الشام لاحتياجهم إلى ذلك . والله تعالى أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية