973 [ ص: 7 ] كتاب الجهاد
( 1 ) باب الترغيب في الجهاد
929 - ذكر فيه مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " أبي هريرة ؛ مثل المجاهد في سبيل الله ، كمثل الصائم القائم الدائم ، الذي لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع . عن
[ ص: 8 ] 930 - وعن أبي الزناد ، عن الأعرج ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " تكفل الله لمن جاهد في سبيله ، لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله ، وتصديق كلماته ، أن يدخله الجنة ، أو يرده إلى مسكنه الذي خرج منه ، مع ما نال من أجر أو غنيمة " . أبي هريرة ؛ عن
كتاب الجهاد
التالي
السابق
19233 - حدثنا قال : حدثنا سعيد بن نصر ، قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا محمد بن وضاح ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، أبو معاوية عن عن أبيه ، سهيل بن أبي صالح ، قال ، قال : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يضمن الله لمن خرج في سبيله إيمانا به ، وتصديقا برسوله أن يدخله الجنة أو يرجعه إلى منزله نائلا ما نال من أجر أو غنيمة " . أبي هريرة عن
[ ص: 9 ] 19234 - قال أبو عمر : الحديث الأول من حديثي مالك المذكورين .
19235 - هذا من أجل حديث روي في فضل الجهاد ؛ لأنه مثل بالصلاة والصيام ، وهما أفضل الأعمال ، وجعل المجاهد بمنزلة من لا يفتر عن ذلك ساعة فأي شيء أفضل من شيء يكون صاحبه راكبا وماشيا وراقدا ومتلذذا بكثير - ما أبيح له - من حديث رفيقه وأكله وشربه وهو في ذلك كله كالمصلي التالي للقرآن في صلاته الصائم المجتهد .
19236 - ولذلك قلنا : إن الفضائل لا تدرك بقياس ، وإنما هو تفضل من الله - عز وجل - .
19237 - قال الله - عز وجل - ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم [ الصف 10 ، 11 ] الآيات إلى قوله تعالى : وبشر المؤمنين [ الصف : 13 ] .
19238 - وفي هذا الحديث استعمال القياس والتشبيه والتمثيل في الأحكام ؛ لأنه شبه المجاهد بالصائم القائم .
19239 - وفي الحديث الثاني أيضا فضل الجهاد ، وأن الأعمال لا يزكو منها إلا ما خلصت فيه النية لله - عز وجل - ، ألا ترى إلى قوله : " " . لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته
19240 - وفي حديث سهيل : " وقوله فيه : إيمانا به ، وتصديقا برسوله ، - والله أعلم - من أجر وغنيمة ، كما قال الله - عز وجل - : من [ ص: 10 ] أجر أو غنيمة يريد ولا تطع منهم آثما أو كفورا [ النساء : 24 ] يريد : ولا كفورا ، وكما قال جل ثناؤه : مثنى وثلاث ورباع [ النساء : 3 ، فاطر : 1 ] أي مثنى ، أو ثلاث ، أو رباع فقد تكون " أو " بمعنى " الواو " وتكون الواو بمعنى " أو " .
19241 - وقد روي منصوصا : من أجر وغنيمة ، بواو الجمع ، لا " بأو "
19242 - حدثنا عبد الله ، قال : حدثنا محمد ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا عبد السلام بن عتيق ، قال : حدثنا قال : أخبرنا أبو مسهر ، إسماعيل بن عبد الله ، قال : أخبرنا قال الأوزاعي سليمان بن حبيب وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ثلاثة كلهم ضامن على الله - عز وجل - : أبي أمامة الباهلي ، من خرج غازيا في سبيل الله ، فهو ضامن على الله - عز وجل - حتى يتوفاه فيدخله الجنة ، أو يرده بما نال من أجر وغنيمة . وذكر تمام الخبر . عن
19243 - وفي هذا الحديث دليل على أن الغنيمة لا تنقص من أجر المجاهد شيئا ، وأنه أقر الأجر ، غنم ، أو لم يغنم ، وشهد لهذا ما اجتمع على تقبله أهل السير والعلم بالأثر : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ضرب لعثمان ، وطلحة ، بأسهمهم يوم وسعيد بن زيد بدر ، وهم غير حاضري القتال ، فقال كل واحد منهم : وأجري يا رسول الله ، قال : " وأجرك " .
19244 - وأجمعوا أن من وظائفها . تحليل الغنائم لهذه الأمة
[ ص: 11 ] 19245 - " . وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لم تحل الغنائم لقوم سود الرؤوس قبلكم
19246 - فأحلت لي الغنائم " . وقال عليه السلام : " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من قبلي " وذكر منها : "
19247 - قال أبو عمر : ولو كانت تحبط الأجر ، أو تنقصه ما كانت فضيلة له .
19248 - وقد قال قوم : إن الغنيمة تنقص من أجر الغانمين ؛ لحديث رووه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ما من سرية أسرت وأخفقت إلا كتب لها أجرها مرتين ؟
19249 - قالوا : وفي هذا الحديث ما يدل على أن العسكر إذا لم يغنم كان أعظم لأجره ، واحتجوا أيضا بما :
[ ص: 12 ] 19250 - حدثنا أحمد بن قاسم ، قال : حدثنا : قال : حدثنا قاسم بن أصبغ الحارث ابن أبي أسامة : قال : حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، قال : حدثنا حيوة بن شريح عن أبي هانئ : حميد بن هانئ الخولاني ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " عبد الله بن عمرو بن العاص فإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم " . ما من غازية تغزو في سبيل الله ، فتصيب غنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث ، عن
19251 - وأما قوله عليه السلام في السرية أسرت فأخفقت : أن لها أجرها مرتين فيحتمل مثل ما يحتمل حديث وذلك - والله أعلم - أن يكون الأجر مضاعفا لها ؛ بما نالها من الخوف ، وعلى ما فاتها من الغنيمة ، كما يؤجر من أصيب بماله مضاعفا ، فيؤجر على ما يتكلفه من الجهاد أجر المجاهد وعلى ما فاته من الغنيمة أجرا آخر كما يؤجر على ما يذهب من ماله ونحو ذلك . عبد الله بن عمرو بن العاص ،
[ ص: 9 ] 19234 - قال أبو عمر : الحديث الأول من حديثي مالك المذكورين .
19235 - هذا من أجل حديث روي في فضل الجهاد ؛ لأنه مثل بالصلاة والصيام ، وهما أفضل الأعمال ، وجعل المجاهد بمنزلة من لا يفتر عن ذلك ساعة فأي شيء أفضل من شيء يكون صاحبه راكبا وماشيا وراقدا ومتلذذا بكثير - ما أبيح له - من حديث رفيقه وأكله وشربه وهو في ذلك كله كالمصلي التالي للقرآن في صلاته الصائم المجتهد .
19236 - ولذلك قلنا : إن الفضائل لا تدرك بقياس ، وإنما هو تفضل من الله - عز وجل - .
19237 - قال الله - عز وجل - ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم [ الصف 10 ، 11 ] الآيات إلى قوله تعالى : وبشر المؤمنين [ الصف : 13 ] .
19238 - وفي هذا الحديث استعمال القياس والتشبيه والتمثيل في الأحكام ؛ لأنه شبه المجاهد بالصائم القائم .
19239 - وفي الحديث الثاني أيضا فضل الجهاد ، وأن الأعمال لا يزكو منها إلا ما خلصت فيه النية لله - عز وجل - ، ألا ترى إلى قوله : " " . لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته
19240 - وفي حديث سهيل : " وقوله فيه : إيمانا به ، وتصديقا برسوله ، - والله أعلم - من أجر وغنيمة ، كما قال الله - عز وجل - : من [ ص: 10 ] أجر أو غنيمة يريد ولا تطع منهم آثما أو كفورا [ النساء : 24 ] يريد : ولا كفورا ، وكما قال جل ثناؤه : مثنى وثلاث ورباع [ النساء : 3 ، فاطر : 1 ] أي مثنى ، أو ثلاث ، أو رباع فقد تكون " أو " بمعنى " الواو " وتكون الواو بمعنى " أو " .
19241 - وقد روي منصوصا : من أجر وغنيمة ، بواو الجمع ، لا " بأو "
19242 - حدثنا عبد الله ، قال : حدثنا محمد ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا عبد السلام بن عتيق ، قال : حدثنا قال : أخبرنا أبو مسهر ، إسماعيل بن عبد الله ، قال : أخبرنا قال الأوزاعي سليمان بن حبيب وعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ثلاثة كلهم ضامن على الله - عز وجل - : أبي أمامة الباهلي ، من خرج غازيا في سبيل الله ، فهو ضامن على الله - عز وجل - حتى يتوفاه فيدخله الجنة ، أو يرده بما نال من أجر وغنيمة . وذكر تمام الخبر . عن
19243 - وفي هذا الحديث دليل على أن الغنيمة لا تنقص من أجر المجاهد شيئا ، وأنه أقر الأجر ، غنم ، أو لم يغنم ، وشهد لهذا ما اجتمع على تقبله أهل السير والعلم بالأثر : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ضرب لعثمان ، وطلحة ، بأسهمهم يوم وسعيد بن زيد بدر ، وهم غير حاضري القتال ، فقال كل واحد منهم : وأجري يا رسول الله ، قال : " وأجرك " .
19244 - وأجمعوا أن من وظائفها . تحليل الغنائم لهذه الأمة
[ ص: 11 ] 19245 - " . وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لم تحل الغنائم لقوم سود الرؤوس قبلكم
19246 - فأحلت لي الغنائم " . وقال عليه السلام : " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من قبلي " وذكر منها : "
19247 - قال أبو عمر : ولو كانت تحبط الأجر ، أو تنقصه ما كانت فضيلة له .
19248 - وقد قال قوم : إن الغنيمة تنقص من أجر الغانمين ؛ لحديث رووه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ما من سرية أسرت وأخفقت إلا كتب لها أجرها مرتين ؟
19249 - قالوا : وفي هذا الحديث ما يدل على أن العسكر إذا لم يغنم كان أعظم لأجره ، واحتجوا أيضا بما :
[ ص: 12 ] 19250 - حدثنا أحمد بن قاسم ، قال : حدثنا : قال : حدثنا قاسم بن أصبغ الحارث ابن أبي أسامة : قال : حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، قال : حدثنا حيوة بن شريح عن أبي هانئ : حميد بن هانئ الخولاني ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " عبد الله بن عمرو بن العاص فإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم " . ما من غازية تغزو في سبيل الله ، فتصيب غنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث ، عن
19251 - وأما قوله عليه السلام في السرية أسرت فأخفقت : أن لها أجرها مرتين فيحتمل مثل ما يحتمل حديث وذلك - والله أعلم - أن يكون الأجر مضاعفا لها ؛ بما نالها من الخوف ، وعلى ما فاتها من الغنيمة ، كما يؤجر من أصيب بماله مضاعفا ، فيؤجر على ما يتكلفه من الجهاد أجر المجاهد وعلى ما فاته من الغنيمة أجرا آخر كما يؤجر على ما يذهب من ماله ونحو ذلك . عبد الله بن عمرو بن العاص ،