الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب [ ص: 150 ] والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وقالوا كونوا هودا .

                                                                                                                                                                                                                                      معناه: قالت اليهود: كونوا هودا ، وقالت النصارى: كونوا نصارى ، تهتدوا .

                                                                                                                                                                                                                                      بل ملة إبراهيم حنيفا المعنى: بل نتبع ملة إبراهيم في حال حنيفيته . وفي الحنيف قولان . أحدهما: أنه المائل إلى العبادة . قال الزجاج: الحنيف في اللغة: المائل إلى الشيء ، أخذ من قولهم: رجل أحنف ، وهو الذي تميل قدماه كل واحدة منهما إلى أختها بأصابعها . قالت أم الأحنف ترقصه:


                                                                                                                                                                                                                                      والله لولا حنف برجله ودقة في ساقه من هزله     ما كان في فتيانكم من مثله



                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنه المستقيم ، ومنه قيل للأعرج: حنيف نظرا له إلى السلامة ، هذا قول ابن قتيبة . وقد وصف المفسرون الحنيف بأوصاف ، فقال عطاء: هو المخلص ، وقال ابن السائب: هو الذي يحج . وقال غيرهما: هو الذي يوحد ويحج ، ويضحي ويختتن ، ويستقبل الكعبة .

                                                                                                                                                                                                                                      فأما الأسباط: فهم بنوا يعقوب ، وكانوا اثني عشر رجلا . قال الزجاج: السبط في اللغة الجماعة الذين يرجعون إلى أب واحد . والسبط في اللغة: الشجرة لها قبائل ، فالسبط: الذين هم من شجرة واحدة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية