عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من الغزو والحج والعمرة ، يبدأ فيكبر ثم يقول : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، آيبون تائبون عابدون ساجدون ، لربنا حامدون ، صدق الله وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده .
قال محمد بن إسحاق رحمه الله : ، إن الله يأمرك يا محمد بالمسير إلى بني قريظة ، فإني عامد إليهم فمزلزل بهم ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنا فأذن في الناس : من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة فقال جبريل : ما وضعت الملائكة السلاح بعد ، وما رجعت الآن إلا من طلب القوم ولما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف عن الخندق راجعا إلى المدينة والمسلمون ، ووضعوا السلاح ، فلما كانت الظهر أتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم - كما حدثني الزهري - معتجرا بعمامة من إستبرق ، على بغلة عليها رحالة ، عليها قطيفة من ديباج فقال : أوقد وضعت السلاح يا رسول الله ؟ قال : " نعم " .
وعن عائشة قالت : لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الخندق ووضع السلاح واغتسل ، أتاه جبريل فقال : قد وضعت السلاح ، والله ما وضعناه ، فاخرج إليهم . قال : " فإلى أين ؟ " قال : هاهنا وأشار إلى بني قريظة . فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إليهم
وأيضا عن عائشة . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من الأحزاب دخل المغتسل يغتسل ، وجاء جبريل فرأيته من خلل الباب قد عصب رأسه الغبار ، فقال : يا محمد ، أوضعتم أسلحتكم ؟ فقال : ما وضعنا أسلحتنا بعد ، انهد إلى بني قريظة
ثم قال البخاري : عن أنس بن مالك قال : كأني أنظر إلى الغبار ساطعا في زقاق بني غنم ، موكب جبريل حين سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة .