الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير ( 18 ) )

قال أبو جعفر : يعني - تعالى ذكره - بقوله : " وهو " نفسه ، يقول : والله الظاهر فوق عباده ويعني بقوله : " القاهر " المذلل المستعبد خلقه ، العالي عليهم . وإنما قال : " فوق عباده " لأنه وصف نفسه - تعالى ذكره - بقهره إياهم . ومن صفة كل قاهر شيئا أن يكون مستعليا عليه .

فمعنى الكلام إذا : والله الغالب عباده ، المذللهم ، العالي عليهم بتذليله لهم ، وخلقه إياهم ، فهو فوقهم بقهره إياهم ، وهم دونه " وهو الحكيم " يقول : والله الحكيم في علوه على عباده ، وقهره إياهم بقدرته ، وفي سائر تدبيره " الخبير " بمصالح الأشياء ومضارها ، الذي لا يخفى عليه عواقب الأمور وبواديها ، ولا يقع في تدبيره خلل ، ولا يدخل حكمه دخل .

التالي السابق


الخدمات العلمية