الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1014 [ ص: 98 ] حديث حاد وسبعون ليحيى بن سعيد

مالك عن يحيى بن سعيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رغب في الجهاد ، وذكر الجنة ، ورجل من الأنصار يأكل تمرات في يده ، فقال : إني لحريص على الدنيا إن جلست حتى أفرغ منهن ، فرمى ما في يده ، وحمل بسيفه فقاتل حتى قتل

التالي السابق


هذا الحديث محفوظ مسند صحيح من حديث جابر :

أخبرنا عبد الله بن محمد بن أسد قال : حدثنا حمزة بن محمد بن علي قال : حدثنا أحمد بن شعيب قال : أخبرنا محمد بن منصور قال : حدثنا سفيان عن عمرو قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : قال رجل يوم أحد : أرأيت إن قتلت في سبيل الله ، فأين أنا ؟ قال : في الجنة ، فألقى التمرات كن في يده ، ثم قاتل حتى قتل .

حدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال : حدثنا أحمد بن سعد بن حزم قال : حدثنا الحسين بن محمد بن داود مأمون قال : حدثنا أحمد بن شيبان بالرملة ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو سمع جابرا يقول قال رجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد يا رسول الله ، إن قتلت فأين أنا ؟ قال : في الجنة ، فألقى تمرات كن في يده ، ثم قاتل حتى قتل .

[ ص: 99 ] أخبرنا أحمد بن محمد حدثنا أحمد بن الفضل حدثنا أحمد بن العباس الطوسي أبو عبد الله صاحب الزبير بن بكار قال : حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ قال : حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر قال : قال رجل يوم أحد : يا رسول الله ، إن قتلت فأين أنا ؟ قال : في الجنة ، فألقى تمرات كن في يده ، وقاتل حتى قتل .

وقد روي عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله .

وذكر ابن إسحاق قال : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الناس يعني يوم بدر ، فحرضهم على القتال ، ونفل كل امرئ ما أصاب ، وقال : والذي نفسي بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة .

فقال عمير بن الحمام أخو بني سلمة وفي يده تمرات يأكلها : بخ بخ أما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء ، قال : ثم قذف التمرات من يده ، وأخذ الحجفة ، وقاتل القوم حتى قتل ، وهو يقول :


ركضا إلى الله بغير زاد إلا التقى وعمل المعاد والصبر في الله على الجهاد
وكل زاد عرضة النفاد غير التقى والبر والرشاد






الخدمات العلمية