الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            غزوة ذي قرد (غزوة الغابة):

            وقعت غزوة ذي قرد في سنة ست من الهجرة وكان سببها هو إغارة عيينة بن حصن بن حذيفة الفزاري في خيل غطفان على لقاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم، وكان غلاما يدعى رباحا يرعى ظهرها ومعه سلمة بن الأكوع خرج بفرس لطلحة ينديه مع الظهر فلقي سلمة بن الأكوع غلاما لعبد الرحمن بن عوف كان يرعى لقاحه فأخبره أن عيينة قد أغار على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل رباح بفرس طلحة واشتد في أثر القوم حتى أدركهم وظل يرميهم بالنبل، ويرمي عليهم بالحجارة حتى استخلص منهم ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وظلوا يرمون رماحا كانت معهم ومتاعا يتخففون منها وظل سلمة يناوشهم ولا يقدرون عليه.

            وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ما حصل فانتدب الفرسان، ونادوا يا خيل الله اركبي، فما برح سلمة على ذلك حتى رأى خيل المسلمين تتخلل الشجر، والتقى محرز بن نضلة رضي الله عنه بالقوم وقاتلهم فقتل، ثم كر أبو قتادة الأنصاري فقتل قاتل محرز، ثم قتل حبيب بن عيينة، وقد قتل أبو قتادة أيضا مسعدة الفزاري وابن أخيه وظلوا يطاردون القوم، ويستنقذون لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم.

            وفي هذه الأثناء خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم، وخلف سعد بن عبادة في ثلاثمائة من قومه يحرسون المدينة.

            وقد لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا قتادة فقال له صلى الله عليه وسلم: اللهم بارك له في شعره وبشره ، وقال : أفلح وجهك ، قلت : ووجهك يا رسول الله

            وقال سلمة : فلما أصبحنا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة»

            وقفل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وقد كان فيمن أخذ القوم امرأة لأبي ذر فانفلتت منهم على العضباء ناقة النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سبحان الله ، بئس ما جزتها نذرت إن نجاها الله لتنحرنها ، لا وفاء لنذر في معصية ولا فيما لا يملك ابن آدم»

            وقدم ابن أخي عيينة بناقة للنبي صلى الله عليه وسلم، فأهداها له فقبلها النبي صلى الله عليه وسلم وأمر له بثلاث أواق من فضة فجعل يتسخط، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليهدي إلي الناقة من إبلي أعرفها كما أعرف بعض أهلي ، ثم أثيبه عليها فيظل يتسخط علي، لقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي

            التالي السابق


            الخدمات العلمية