الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: فإن آمنوا يعني: أهل الكتاب .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: بمثل ما آمنتم به ثلاثة أقوال . أحدها: أن معناه: مثل إيمانكم ، [ ص: 151 ] فزيدت الباء للتوكيد ، كما زيدت في قوله: وهزي إليك بجذع النخلة [ مريم: 24 ] . قاله ابن الأنباري . والثاني: أن المراد هاهنا: الكتاب ، وتقديره: فإن آمنوا بكتابكم كما آمنتم بكتابهم ، قاله أبو معاذ النحوي . والثالث: أن المثل هاهنا: صلة ، والمعنى ، فإن آمنوا بما آمنتم به . ومثله قوله: ليس كمثله شيء [ الشورى: 11 ] . أي: ليس كهو شيء وأنشدوا:


                                                                                                                                                                                                                                      يا عاذلي دعني من عذلكا مثلي لا يقبل من مثلكا



                                                                                                                                                                                                                                      أي: أنا لا أقبل منك ، فأما الشقاق; فهو المشاقة والعداوة ، ومنه قولهم: فلان قد شق عصا المسلمين ، يريدون: فارق ما اجتمعوا عليه من اتباع إمامهم ، فكأنه صار في شق غير شقهم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: فسيكفيكهم الله هذا ضمان لنصر النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية