الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ولكثرتهم كثرت أبوابها لتتسع لهم في دخولها؛ ولذا قال تعالى: لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم فبعض المفسرين فهم أن السبعة عدد حقيقي، وأنهم في جهنم مراتب حسب هذا العدد وعلى مقدار ذنوبهم، ويشير إلى هذا قوله تعالى: لكل باب منهم جزء مقسوم أي أن كل طبقة من طبقاتها لها باب قد قسم له جزء من المعذبين يدخلون فيه من غير سلام، بل مدفوعين ملقين فيها كما تلقى أهمال الأشياء.

                                                          وقد ذكر هذا الفريق من المفسرين طبقات النار، وهي جهنم ثم لظى ثم الحطمة، ثم السعير ثم سقر ثم الحميم ثم الهاوية، ويقول البيضاوي في توضيح هذا الرأي: «ولعل تخصيص هذا العدد لانحصار المهلكات في الركون إلى المحسوسات ومتابعة القوة الشهوية والغضبية لأن أهلها سبع فرق لكل باب منهم من الأتباع جزء مقسوم أفرز لها، فأعلاها للموحدين العصاة، والثاني لليهود، والثالث للنصارى، والرابع للصابئين، والخامس للمجوس، والسادس للمشركين، والسابع للمنافقين».

                                                          وإنا لا نوافق العلامة البيضاوي ومن نقل عنه:

                                                          أولا: لأن ذلك لا يعلم إلا بالتوقف.

                                                          وثانيا: لأن عصاة المؤمنين ليسوا داخلين في الذين تواعدوا مع إبليس على أن يكون موعدهم جهنم، ولأن هذه الأسماء أوصاف للنار، وليست أقساما لها.

                                                          وعندي أن العدد سبعة يذكر في اللغة العربية للدلالة على الكثرة لا على خصوص العدد سبعة.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية