الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      من قال : أنت طالق إن شاء الله أو إن شاء فلان أو إن شاء هذا الحجر قلت : أرأيت إن قال : فلانة طالق إن شاء فلان ، أيكون هذا استثناء وتوقع الطلاق عليها مكانه ولا تلتفت إلى مشيئة فلان أم لا ؟ قال ليس قوله أنت طالق إن شاء فلان مثل قوله أنت طالق إن شاء الله ، إنما الاستثناء في قول مالك أن يقول أنت طالق إن شاء الله ، فالطلاق فيه لازم ، وأما إذا قال : إن شاء فلان فلا يطلق حتى يعرف أيشاء فلان أم لا ، قلت : أرأيت إن قال : أنت طالق إن شاء فلان وفلان ميت أيقع الطلاق عليها الساعة في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال لا أرى أن يطلق ; لأنا نعرف أن الميت لا يشاء قد انقطعت مشيئته ولا يشاء أبدا [ ص: 71 ]

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن قال : أنت طالق إن شاء فلان فمات فلان قبل أن يشاء ، وقد علم أو لم يعلم بذلك حتى هلك ، أتطلق مكانها حين مات الذي جعلت إليه المشيئة في قول مالك أم لا ؟

                                                                                                                                                                                      قال هو عندي بمنزلة من قال : ذلك للميت الذي قد انقطعت مشيئته إن لم يشأ حتى مات فلا طلاق عليه

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية