الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين

                                                                                                                                                                                                                                        واقتلوهم حيث ثقفتموهم حيث وجدتموهم في حل أو حرم. وأصل الثقف: الحذق في إدراك الشيء علما كان أو عملا. فهو يتضمن معنى الغلبة ولذلك استعمل فيها قال:


                                                                                                                                                                                                                                        فأما تثقفوني فاقتلوني... فمن أثقف فليس إلى خلود



                                                                                                                                                                                                                                        وأخرجوهم من حيث أخرجوكم أي من مكة، وقد فعل ذلك بمن لم يسلم يوم الفتح. والفتنة أشد من القتل أي المحنة التي يفتتن بها الإنسان كالإخراج من الوطن أصعب من القتل لدوام تعبها وتألم النفس بها. وقيل: معناه شركهم في الحرم وصدهم إياكم عنه أشد من قتلكم إياهم فيه. ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه أي لا تفاتحوهم بالقتال وهتك حرمة المسجد الحرام. فإن قاتلوكم فاقتلوهم فلا تبالوا بقتالهم ثم فإنهم الذين هتكوا حرمته. وقرأ حمزة والكسائي « ولا تقتلوهم حتى يقتلوكم فيه فإن قتلوكم » . والمعنى حتى يقتلوا بعضكم كقولهم قتلنا بنو أسد. كذلك جزاء الكافرين مثل ذلك جزاؤهم يفعل بهم مثل ما فعلوا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية