الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 4093 ] الله غفور رحيم ومنتقم جبار

                                                          قال الله تعالى:

                                                          نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم

                                                          الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو تقريب لمن في قلوبهم رجاء الإيمان، وترهيب لمن يصرون على الشر إصرارا، والتنبيء الإخبار بالأخبار الخطيرة ذات الشأن، وأي خطر أعظم من أن يكون منعا لليأس من رحمة الله تعالى، وأعظم من منع من يستمر في غيه سادرا عن طريق الله تعالى.

                                                          نبئ عبادي أخبرهم ذلك الخبر الخطير في ذاته، الدال على عظمة الخالق في رحمته وفي عذابه أني أنا الغفور الرحيم أكد سبحانه وتعالى هذين الوصفين لذاته بـ (أن) وبالضمير والصفتين المتشابهتين، فهو سبحانه يغفر لعباده لمن تاب وآمن وعمل صالحا، وإنما التوبة للذين يعملون السوء بجهالة، ثم يتوبون من قريب، ويدعوهم سبحانه لأن يتوبوا ليغفر، فيقول سبحانه: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا وإن هذا الغفران من مقتضى رحمته لأنه يريد لعباده أن يكونوا أطهارا وأن يموتوا أطهارا، ومن تدنس من أدناس العصيان يطالبه بأن يرحضه عن نفسه، ليغفر له برحمته، ويريد من عباده أن يعلموا الصبر والشكر نهاية أعمالهم في الدنيا.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية