الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي: هذا باب يذكر فيه الذين آتيناهم إلى آخره، وهذا هكذا رواية غير أبي ذر، ورواية أبي ذر هكذا (باب الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم) إلى هنا فحسب.

                                                                                                                                                                                  قوله: يعرفونه " أي يعرفون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما يعرفون أبناءهم، بحيث لا يشتبه عليهم أبناؤهم وأبناء غيرهم، وإنما اختص الأبناء؛ لأن الذكور أشهر وأعرف وهم لصحبة الآباء ألزم.

                                                                                                                                                                                  قال الواحدي: نزلت في مؤمني أهل الكتاب مثل عبد الله بن سلام وأصحابه كانوا يعرفون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصفته في كتابهم كما يعرفون أولادهم إذا رأوهم.

                                                                                                                                                                                  وقال ابن سلام: لأنا كنت أشد معرفة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني بابني، فقال له عمر - رضي الله تعالى عنه -: كيف ذاك؟ قال: لأني أشهد أن محمدا رسول الله حقا يقينا، وأنا لا أشهد بذلك لابني؛ لأني لا أدري ما أحدثت النساء، فقال له عمر: وفقك الله.

                                                                                                                                                                                  قوله: وإن فريقا منهم " يعني من علمائهم ليكتمون أي صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - واستقبال الكعبة.

                                                                                                                                                                                  قوله: الحق من ربك " أي الحق الذي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقرأ علي "الحق" بالنصب على الإغراء.

                                                                                                                                                                                  قوله: من الممترين " أي الشاكين في كتمانهم الحق مع علمهم، وفي أنه من ربك، وقيل: الخطاب للرسول، والمراد الأمة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية