الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            اطلاعه - صلى الله عليه وسلم - على ما هم به أبو سفيان وما أسره لهند بنت عتبة

            روى ابن سعد عن أبي إسحاق السبيعي - رحمه الله تعالى - والحاكم في الإكليل ، والبيهقي عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قالا : رأى أبو سفيان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي والناس يطئون عقبه ، فقال بينه وبين نفسه : لو عاودت هذا الرجل القتال ، وجمعت له جمعا ؟ فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ضرب بيده في صدره فقال : «إذن يخزيك الله” فقال :

            أتوب إلى الله - تعالى - وأستغفر الله مما تفوهت به ، ما أيقنت أنك نبي حتى الساعة ، إني كنت لأحدث نفسي بذلك .


            وروى محمد بن يحيى الذهلي - بالذال المعجمة ، واللام في كتابه - جمع حديث الزهري - عن سعيد بن المسيب - رحمه الله تعالى - قال : لما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة ليلة الفتح ، لم يزالوا في تكبير وتهليل وطواف بالبيت حتى أصبحوا فقال أبو سفيان لهند :

            أترين هذا من الله ؟ قالت : نعم هذا من الله قال : ثم أصبح فغدا أبو سفيان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

            فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت لهند أترين هذا من الله ؟ قالت : نعم هذا من الله”

            فقال أبو سفيان : أشهد أنك عبد الله ورسوله ، والذي يحلف به ما سمع قولي هذا أحد من الناس إلا الله عز وجل وهند .


            وروى ابن سعد ، والحارث بن أبي أسامة ، وابن عساكر عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم - رحمه الله تعالى - قال : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو سفيان جالس في المسجد فقال أبو سفيان : ما أدري بما يغلبنا محمد ؟ فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضرب صدره وقال : «بالله - تعالى - نغلبك” فقال أبو سفيان : أشهد أنك رسول الله .

            وروى العقيلي وابن عساكر عن ابن عباس - رضي الله تعالى - عنهما - قال : لقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان بن حرب في الطواف فقال : «يا أبا سفيان هل كان بينك وبين هند كذا وكذا ؟ فقال أبو سفيان : فشت علي هند سري ، لأفعلن بها ولأفعلن ، فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من طوافه لحق بأبي سفيان فقال : «يا أبا سفيان ، لا تكلم هندا فإنها لم تفش من سرك شيئا” فقال أبو سفيان : أشهد أنك رسول الله - صلى الله عليه وسلم .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية