الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ؛ يجوز الضم؛ والكسر؛ والفتح؛ في الميم؛ "بملكنا"؛ و"بملكنا"؛ و"بملكنا"؛ فأصل "الملك": السلطان؛ والقدرة؛ و"الملك": ما حوته اليد؛ و"الملك"؛ المصدر؛ تقول: "ملكت الشيء؛ أملكه؛ ملكا".

                                                                                                                                                                                                                                        وقيل في بعض التفسير: "ما أخلفنا موعدك بأن ملكنا الصواب"؛ وجائز أن يكون "ما أخلفنا موعدك بسلطان كان لنا؛ ولا قدرة"؛ ثم أخبروا سبب تأخرهم عنه؛ فقالوا: "ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم"؛ [ ص: 372 ] ويقرأ: "حملنا أوزارا"؛ بتشديد الميم؛ وكسرها؛ يعنون بالأوزار حليا كانوا أخذوها من آل فرعون حين قذفهم البحر؛ فألقاهم على ساحله؛ فأخذوا الذهب والفضة؛ وسميت "أوزارا"؛ لأن معناها "الأثام"؛ وجائز أن يكون سميت "أوزارا"؛ يعنون بها "أثقالا"؛ لأن "الوزر"؛ في اللغة: الحمل؛ وسمي "الإثم"؛ "وزرا"؛ لأن صاحبه قد حمل به ثقلا؛ قال الله (تعالى): ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ؛ فقالوا: "حملنا حليا؛ فقذفناها في النار؛ وكذلك فعل السامري" ؛ أي: ألقى حليا كان معه".

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية