الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 61 ]

                                                                                                                                                                                                                                        ( إنكم وما تعبدون من دون الله ) يحتمل الأوثان وإبليس وأعوانه لأنهم بطاعتهم لهم في حكم عبدتهم ، لما روي أنه عليه الصلاة والسلام لما تلا الآية على المشركين قال له ابن الزبعري : قد خصمتك ورب الكعبة أليس اليهود عبدوا عزيرا والنصارى عبدوا المسيح وبنو مليح عبدوا الملائكة ، فقال صلى الله عليه وسلم : «بل هم عبدوا الشياطين التي أمرتهم بذلك » فأنزل الله تعالى : ( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى ) الآية .

                                                                                                                                                                                                                                        وعلى هذا يعم الخطاب ويكون ( ما ) مؤولا بـ ( من ) أو بما يعمه ، ويدل عليه ما روي أن ابن الزبعري قال : هذا شيء لآلهتنا خاصة أو لكل من عبد من دون الله فقال صلى الله عليه وسلم «بل لكل من عبد من دون الله » .

                                                                                                                                                                                                                                        ويكون قوله ( إن الذين ) بيانا للتجوز أو التخصيص تأخر عن الخطاب . ( حصب جهنم ) ما يرمى به إليها وتهيج به من حصبه بحصبه إذا رماه بالحصباء وقرئ بسكون الصاد وصفا بالمصدر . ( أنتم لها واردون ) استئناف أو بدل من ( حصب جهنم ) واللام معوضة من على للاختصاص والدلالة على أن ورودهم لأجلها .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية