الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            [ شعر سلمى فيما بين جذيمة وقريش ]

            وقال قائل من بني جذيمة ، وبعضهم يقول : امرأة يقال لها سلمى :


            ولولا مقال القوم للقوم أسلموا للاقت سليم يوم ذلك ناطحا     لماصعهم بسر وأصحاب جحدم
            ومرة حتى يتركوا البرك ناضحا     فكائن ترى يوم الغميصاء من فتى
            أصيب ولم يجرح وقد كان جارحا     ألظت بخطاب الأيامى وطلقت
            غداتئذ منهن من كان ناكحا



            قال ابن هشام : قوله بسر ، وألظت بخطاب عن غير ابن إسحاق .

            [ شعر ابن مرداس في الرد على سلمى ]

            قال ابن إسحاق : فأجابه عباس بن مرداس ، ويقال بل الجحاف بن حكيم السلمي :


            دعي عنك تقوال الضلال كفى بنا     لكبش الوغى في اليوم والأمس ناطحا
            فخالد أولى بالتعذر منكم     غداة علا نهجا من الأمر واضحا
            معانا بأمر الله يزجي إليكم     سوانح لا تكبو له وبوارحا
            نعوا مالكا بالسهل لما هبطنه     عوابس في كابي الغبار كوالحا
            فإن نك أثكلناك سلمى فمالك     تركتم عليه نائحات ونائحا

            [ شعر الجحاف في الرد على سلمى ]

            وقال الجحاف بن حكيم السلمي :


            شهدن مع النبي مسومات     حنينا وهي دامية الكلام
            وغزوة خالد شهدت وجرت     سنابكهن بالبلد الحرام
            نعرض للطعان إذا التقينا     وجوها لا تعرض للطام
            ولست بخالع عني ثيابي     إذا هز الكماة ولا أرامي
            ولكني يجول المهر تحتي     إلى العلوات بالعضب الحسام

            [ شعر غلام جذمي هارب أمام خالد ]

            وقال غلام من بني جذيمة ، وهو يسوق بأمه وأختين له ، وهو هارب بهن من جيش خالد :


            رخين أذيال المروط واربعن     مشي حييات كأن لم يفزعن




            إن تمنع اليوم نساء تمنعن



            [ ارتجاز غلمة مع بني جذيمة حين سمعوا بخالد ]

            وقال غلمة من بني جذيمة ، يقال لهم بنو مساحق ، يرتجزون حين سمعوا بخالد فقال أحدهم :


            قد علمت صفراء بيضاء الإطل     يحوزها ذو ثلة وذو إبل




            لأغنين اليوم ما أغنى رجل



            وقال الآخر :


            قد علمت صفراء تلهي العرسا     لا تملأ الحيزوم منها نهسا
            لأضربن اليوم ضربا وعسا     ضرب المحلين مخاضا قعسا



            وقال الآخر :


            أقسمت ما إن خادر ذو لبده     شثن البنان في غداة برده
            جهم المحيا ذو سبال ورده     يرزم بين أيكة وجحده
            ضار بتأكال الرجال وحده     بأصدق الغداة مني نجده

            التالي السابق


            الخدمات العلمية