الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر خروج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للقاء هوازن

            روى البخاري عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال حين أراد حنينا «منزلنا غدا - إن شاء الله تعالى بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر . وفي رواية قال : منزلنا إن شاء الله تعالى إذا فتح الله الخيف حيث تقاسموا على الكفر” .

            فائدة قال ابن القيم رحمه الله تعالى: الإمام إذا سمع بقصد عدوه له وفي جيشه قوة ومنعة ، لا يقعد ينتظرهم ، بل يسير إليهم ، كما سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى هوازن ، حتى لقيهم بحنين . عدد من خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين قال جماعة من أئمة المغازي : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم في اثني عشر ألفا من المسلمين ، عشرة آلاف من المدينة وألفين من أهل مكة .

            وروى أبو الشيخ عن محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي - رحمه الله تعالى - قال : كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة آلاف من الأنصار ، وألف من جهينة وألف من مزينة .

            وألف من أسلم . وألف من غفار ، وألف من أشجع ، وألف من المهاجرين وغيرهم ، فكان معه عشرة آلاف ، وخرج باثني عشر ألفا ، وعلى قول عروة والزهري وابن عقبة يكون جميع الجيش الذين سار بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة عشر ألفا ، لأنهم قالوا : إنه قدم مكة باثني عشر ألفا ، وأضيف إليهم ألفان من الطلقاء . وروي عن ابن مسعود قال ابن عقبة ، ومحمد بن عمر - رحمهم الله تعالى - ثم بعد فتح مكة خرج رسول - صلى الله عليه وسلم - لحنين وكان أهل حنين وفي رواية أهل مكة يظنون حين دنا منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه مبادر بهوازن ، وصنع الله لرسوله أحسن من ذلك ، فتح له مكة وأقر بها عينه وكبت بها عدوه ، فلما خرج إلى حنين خرج معه أهل مكة لم يغادر منهم أحد - ركبانا ومشاة حتى خرج معه النساء يمشين على غير دين نظارا ينظرون ويرجون الغنائم ، ولا يكرهون أن تكون الصدمة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم .

            وكان معه أبو سفيان بن حرب ، وصفوان بن أمية ، وكانت امرأته مسلمة وهو مشرك لم يفرق بينهما ، وجعل أبو سفيان بن حرب كلما سقط ترس أو سيف أو متاع من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أن أعطنيه أحمله حتى أوقر بعيره .

            قال محمد بن عمر : وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزوجتاه أم سلمة وميمونة فضربت لهما قبة .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية