(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41nindex.php?page=treesubj&link=31037_28975فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا )
وجه النظم هو أنه تعالى بين أن في الآخرة لا يجري على أحد ظلم ، وأنه تعالى يجازي المحسن على إحسانه ويزيده على قدر حقه ، فبين تعالى في هذه الآية أن ذلك يجري بشهادة
nindex.php?page=treesubj&link=28749الرسل الذين جعلهم الله الحجة على الخلق ، لتكون الحجة على المسيء أبلغ ، والتبكيت له أعظم ، وحسرته أشد ، ويكون سرور من قبل ذلك من الرسول وأظهر الطاعة أعظم ، ويكون هذا وعيدا للكفار الذين قال الله فيهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40إن الله لا يظلم مثقال ذرة ) ووعدا للمطيعين الذين قال الله فيهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40وإن تك حسنة يضاعفها ) . وفيه مسائل :
المسألة الأولى :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16012384روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال nindex.php?page=showalam&ids=10لابن مسعود : " اقرأ القرآن علي " قال : فقلت : يا رسول الله أنت الذي علمتنيه فقال : " أحب أن أسمعه من غيري " قال ابن مسعود : فافتتحت سورة النساء ، فلما انتهيت إلى هذه الآية بكى الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال ابن مسعود : فأمسكت عن القراءة . وذكر
السدي أن
nindex.php?page=treesubj&link=30231أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - يشهدون للرسل بالبلاغ ،
nindex.php?page=treesubj&link=31037والرسول - صلى الله عليه وسلم - يشهد لأمته بالتصديق ؛ فلهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) [ البقرة : 143 ] وحكي عن
عيسى - عليه السلام - أنه قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ) [ المائدة : 117 ] .
المسألة الثانية : من عادة العرب أنهم يقولون في الشيء الذي يتوقعونه : كيف بك إذا كان كذا وكذا ، وإذا فعل فلان كذا ، وإذا جاء وقت كذا ، فمعنى هذا الكلام : كيف ترون يوم القيامة إذا استشهد الله على كل أمة برسولها ، واستشهدك على هؤلاء ؟ يعني قومه المخاطبين بالقرآن الذين شاهدهم وعرف أحوالهم . ثم إن أهل كل عصر يشهدون على غيرهم ممن شاهدوا أحوالهم ، وعلى هذا الوجه قال
عيسى - عليه السلام : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ) [ المائدة : 117 ]
.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41nindex.php?page=treesubj&link=31037_28975فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=42يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا )
وَجْهُ النَّظْمِ هُوَ أَنَّهُ تَعَالَى بَيَّنَ أَنَّ فِي الْآخِرَةِ لَا يَجْرِي عَلَى أَحَدٍ ظُلْمٌ ، وَأَنَّهُ تَعَالَى يُجَازِي الْمُحْسِنَ عَلَى إِحْسَانِهِ وَيَزِيدُهُ عَلَى قَدْرِ حَقِّهِ ، فَبَيَّنَ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ ذَلِكَ يَجْرِي بِشَهَادَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=28749الرُّسُلِ الَّذِينَ جَعَلَهُمُ اللَّهُ الْحُجَّةَ عَلَى الْخَلْقِ ، لِتَكُونَ الْحُجَّةُ عَلَى الْمُسِيءِ أَبْلَغَ ، وَالتَّبْكِيتُ لَهُ أَعْظَمَ ، وَحَسْرَتُهُ أَشَدَّ ، وَيَكُونَ سُرُورُ مَنْ قَبِلَ ذَلِكَ مِنَ الرَّسُولِ وَأَظْهَرَ الطَّاعَةَ أَعْظَمَ ، وَيَكُونَ هَذَا وَعِيدًا لِلْكُفَّارِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ) وَوَعْدًا لِلْمُطِيعِينَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا ) . وَفِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16012384رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=10لِابْنِ مَسْعُودٍ : " اقْرَأِ الْقُرْآنَ عَلَيَّ " قَالَ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ الَّذِي عَلَّمْتَنِيهِ فَقَالَ : " أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي " قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : فَافْتَتَحْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ بَكَى الرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : فَأَمْسَكْتُ عَنِ الْقِرَاءَةِ . وَذَكَرَ
السُّدِّيُّ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30231أُمَّةَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَشْهَدُونَ لِلرُّسُلِ بِالْبَلَاغِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=31037وَالرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَشْهَدُ لِأُمَّتِهِ بِالتَّصْدِيقِ ؛ فَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) [ الْبَقَرَةِ : 143 ] وَحُكِيَ عَنْ
عِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَنَّهُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ) [ الْمَائِدَةِ : 117 ] .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : مِنْ عَادَةِ الْعَرَبِ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ فِي الشَّيْءِ الَّذِي يَتَوَقَّعُونَهُ : كَيْفَ بِكَ إِذَا كَانَ كَذَا وَكَذَا ، وَإِذَا فَعَلَ فُلَانٌ كَذَا ، وَإِذَا جَاءَ وَقْتُ كَذَا ، فَمَعْنَى هَذَا الْكَلَامِ : كَيْفَ تَرَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا اسْتَشْهَدَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهَا ، وَاسْتَشْهَدَكَ عَلَى هَؤُلَاءِ ؟ يَعْنِي قَوْمَهُ الْمُخَاطَبِينَ بِالْقُرْآنِ الَّذِينَ شَاهَدَهُمْ وَعَرَفَ أَحْوَالَهُمْ . ثُمَّ إِنَّ أَهْلَ كُلِّ عَصْرٍ يَشْهَدُونَ عَلَى غَيْرِهِمْ مِمَّنْ شَاهَدُوا أَحْوَالَهُمْ ، وَعَلَى هَذَا الْوَجْهِ قَالَ
عِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ) [ الْمَائِدَةِ : 117 ]
.