الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون ( 47 ) )

قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : قل يا محمد ، لهؤلاء العادلين بربهم الأوثان ، المكذبين بأنك لي رسول إليهم : أخبروني " إن أتاكم عذاب الله " وعقابه على ما تشركون به من الأوثان والأنداد ، وتكذيبكم إياي بعد الذي قد عاينتم من البرهان على حقيقة قولي " بغتة " يقول : فجأة على غرة لا تشعرون " أو جهرة " يقول : أو أتاكم عذاب الله وأنتم تعاينونه وتنظرون إليه " هل يهلك إلا القوم الظالمون " يقول : هل يهلك الله منا ومنكم إلا من كان يعبد غير من يستحق علينا العبادة ، ويترك عبادة من يستحق علينا العبادة ؟

وقد بينا معنى " الجهرة " في غير هذا الموضع بما أغنى عن إعادته ، وأنها من " الإجهار " وهو إظهار الشيء للعين ، كما : -

13249 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " جهرة " قال : وهم ينظرون .

13250 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن [ ص: 369 ] ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة " فجأة آمنين " أو جهرة " وهم ينظرون .

التالي السابق


الخدمات العلمية