الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وجدها تغرب [ 86 ] .

                                                                                                                                                                                                                                        في موضع الحال . ( في عين ) والحمأة الطين المتغير اللون والرائحة . ( ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا ) قال أبو جعفر : قد ذكرنا قول أبي إسحاق أن المعنى أن الله - جل وعز - خيره بين هذين الحكمين ، ورد علي بن سليمان عليه : قوله - جل وعز - خيره لم يصح أن ذا القرنين نبي فيخاطب بهذا ، وكيف يقول لربه - جل وعز - : ثم يرد إلى ربه [ 87 ] ، وكيف يقول : ( فسوف نعذبه ) فيخاطب بالنون . قال : والتقدير : قلنا : يا محمد ، قالوا : يا ذا القرنين . قال أبو جعفر : هذا الذي قاله أبو الحسن لا يلزم منه شيء ؛ أما قلنا يا ذا القرنين فيجوز أن يكون الله - جل وعز - خاطبه على لسان نبي في وقته ، ويجوز أن يكون قال له هذا كما قال : فإما منا بعد وإما فداء وأما إشكال فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فإن تقديره أن الله - جل وعز - لما خيره بين القتل في قوله : إما أن تعذب وبين الاستبقاء [ ص: 471 ] في قوله - جل وعز - : ( وإما أن تتخذ فيهم حسنا ) ( قال ) لأولئك القوم : ( أما من ظلم ) أي أقام على الكفر منكم ( فسوف نعذبه ) أي بالقتل ( ثم يرد إلى ربه ) أي يوم القيامة ( فيعذبه عذابا نكرا ) أي شديدا .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية