الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          وسؤر الهر والسنور وما دونهما في الخلقة طاهر

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          ( وسؤر ) بضم السين مهموزا ، وهو بقية طعام الحيوان ، وشرابه ( الهر ) ويسمى الضيون بضاد معجمة وياء ونون ، والسنور القط ( وما دونها في الخلقة ) كابن عرس ، والفأرة ( طاهر ) غير مكروه ، نص عليه في الهر ، وهو قول أكثر العلماء لما روى مالك ، وأحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، وصححه عن أبي قتادة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الهر : إنها ليست بنجس ، إنها من الطوافين عليكم والطوافات شبهها بالخدم أخذا من قول الله تعالى طوافون عليكم [ النور 58 ] ولعدم إمكان التحرز منها كحشرات الأرض كالحية ، قاله القاضي ، فطهارتها من النص ، وما دونها من التعليل ، قال السامري : سؤر ما دون الهر طاهر في ظاهر المذهب ، وفيه وجه وبعد .

                                                                                                                          تنبيه : إذا علمت نجاسة فم هر ، فأوجه ، ثالثها : إن غاب فطاهر ، وإلا فلا ، ورابعها إن احتمل ولوغها في ماء كثير طهور فطاهر ، قال ابن تميم : قال شيخنا : يعتبر مضي زمن بعد أكلها ، يزول فيها أثر النجاسة بريقها ، قال : وكذا أفواه الأطفال والبهائم إذا تنجست ، قال ابن تميم : فيكون الريق مطهرا لها ، ودل أنه لا يعفى عن نجاسة بيدها أو رجلها ، نص عليه . ولا عن يسير نجاسة في طعام خلافا للشيخ تقي الدين . وذكره قولا في المذهب ، لأن الله إنما حرم الدم المسفوح ، ولفعل الصحابة ، ولعموم البلوى ببعر الفأر وغيره .




                                                                                                                          الخدمات العلمية