الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            سرية أسامة بن زيد

            في هذه السرية بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى البلقاء من الشام حيث قتل أبوه وجعفر وابن رواحة، وذلك في السنة الحادية عشر من الهجرة، وقد عقد له النبي صلى الله عليه وسلم اللواء بيده وخرج معه في جيشه وجوه الصحابة من المهاجرين والأنصار فيهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وسعد رضي الله عن الجميع.

            خرج أسامة بالجيش وعسكر في الجرف، فبينما هو كذلك توفي النبي صلى الله عليه وسلم، ونجم النفاق وارتد كثير من العرب وثبت آخرون، ولم تقم الجمعة إلا في مكة والمدينة، فأشار بعض الصحابة على أبي بكر بإبقاء جيش أسامة فأبى عليهم رضي الله عنه، فأنفذ بعث أسامة وخرج معه بنفسه يوصيه واستطلق منهم عمر رضي الله عنه أن يبقيه معه فأطلقه له، فكانت المصلحة في ذلك، وسمع بخروجهم العرب فهابوا المسلمين، فذهب ولم يلق كيدا وآبوا سالمين غانمين فوجههم الصديق بعد ذلك لقتال المرتدين ومانعي الزكاة.

            رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكاتباته إلى الملوك ونحوهم

            في ذي الحجة من سنة ست من الهجرة وبعد صلح الحديبية بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بإرسال الرسل إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام، فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن الملوك لا يقرؤون كتابا إلا مختوما فاتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتما يومئذ من فضة نقشه ثلاثة أسطر: محمد رسول الله فختم به الكتب.

            وكان من أبرز من راسلهم النبي صلى الله عليه وسلم من الملوك: النجاشي ملك الحبشة - وهو في قول بعض أهل العلم ليس هو بالنجاشي الذي أسلم ومات وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم - وإنما هو نجاشي آخر بعده; وكسرى ملك الفرس، وقيصر ملك الروم، والمقوقس ملك الإسكندرية وعظيم القبط، كما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم رسله إلى ملوك اليمن والبحرين وغيرهم.

            وثمة العديد من المحاورات والأحداث ارتبطت بهذه المراسلات منها ما كان من حوار هرقل ملك الروم مع أبي سفيان وسؤاله عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإقراره بظهور النبي صلى الله عليه وسلم، وكذا إرسال كسرى في طلب النبي صلى الله عليه وسلم وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم أن ربه سبحانه قتل كسرى، كما أهدى المقوقس للنبي صلى الله عليه وسلم رغم عدم إسلامه وكان مما أهداه للنبي صلى الله عليه وسلم مارية رضي الله عنها أم ولده إبراهيم عليه السلام.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية