الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد

                                                                                                                                                                                                                                        ( إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار ) غير الأسلوب فيه وأسند الإدخال إلى الله تعالى وأكده بإن إحمادا لحال المؤمنين وتعظيما لشأنهم . ( يحلون فيها ) من حليت المرأة إذا ألبستها الحلي ، وقرئ بالتخفيف والمعنى واحد . ( من أساور ) صفة مفعول محذوف و ( أساور ) جمع أسورة وهو جمع سوار . ( من ذهب ) بيان له . ( ولؤلؤا ) عطف عليها لا على ( ذهب ) لأنه لم يعهد السوار [ ص: 69 ]

                                                                                                                                                                                                                                        منه إلا أن يراد المرصعة به ، ونصبه نافع وعاصم عطفا على محلها أو إضمار الناصب مثل ويؤتون ، وروى حفص بهمزتين وترك أبو بكر والسوسي عن أبي عمرو الهمزة الأولى ، وقرئ «لؤلوا » بقلب الثانية واوا و «لوليا » بقلبهما واوين ثم قلب الثانية ياء و «ليليا » بقلبهما ياءين و «لول » كأدل . ( ولباسهم فيها حرير ) غير أسلوب الكلام فيه للدلالة على أن الحرير ثيابهم المعتادة ، أو للمحافظة على هيئة الفواصل .

                                                                                                                                                                                                                                        ( وهدوا إلى الطيب من القول ) وهو قولهم ( الحمد لله الذي صدقنا وعده ) أو كلمة التوحيد . ( وهدوا إلى صراط الحميد ) المحمود نفسه أو عاقبته وهو الجنة ، أو الحق أو المستحق لذاته الحمد وهو الله سبحانه وتعالى وصراطه الإسلام .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية